يزور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الأحد، ولاية الجلفة وسط البلاد، لتفقد مشاريع وبنى تحتية وإطلاق خطط جديدة للتنمية المحلية، في ما يفسر على أنه إطلاق حملة انتخابية مبكرة تمهيداً لترشحه لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة العام المقبل 2024.
واختار الرئيس تبون ولاية الجلفة، كبرى الولايات التي تسجل أعلى نسبة تصويت في الاستحقاقات الانتخابية، في زيارة هي الأولى له منذ اعتلائه سدة الحكم نهاية عام 2019، ضمن سلسلة زيارات إلى الداخل.
وكان من المقرر أن يبدأ الرئيس تبون سلسلة زيارات إلى الولايات شهر مارس/ آذار الماضي، لكنها أُرجئت إلى وقت لاحق، رداً على جدل لافت في المجتمع السياسي حول عدم قيام الرئيس تبون بزيارات إلى الولايات الجزائرية خلال الأربع سنوات من حكمه، منذ ديسمبر/ كانون الأول 2019.
وكان واضحاً تلافي الرئيس تبون، الذي يرافقه قائد أركان الجيش الفريق سعيد شنقريحة خلال زيارته اليوم، مظاهر الصخب والاستقبال الشعبي والمظاهر الاحتفالية التي كانت ترافق زيارات الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى الولايات على مدار 20 عاماً.
وفي برنامج الزيارة معاينة مشروع السد الأخضر، وتدشين مستشفى لمكافحة مرض السرطان وكلية الطب، ولقاء بفعاليات المجتمع المدني في الولاية، لكن أبرز خطوة هي الإعلان عن غلاف مالي يخصص لاستدراك مشكلات التنمية في الولاية، وهي الخطوة نفسها التي كان يعلنها الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، لضمان التعبئة الشعبية لصالحه.
وكان الرئيس تبون قد تعرض لحملة انتقادات شديدة، بسبب عدم قيامه بأي زيارة إلى الولايات والمناطق في الداخل، منذ وصوله للرئاسة، لتلمس حقيقة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وفحص مدى تطبيق خطط التنمية والقرارات التي تتخذ في مجلس الوزراء، وهو ما كان يفسر بالنسبة للمراقبين بوجود فارق بين الخطاب الحكومي والوقائع على الأرض، خاصة أن الرئيس تبون نفسه كان أقرّ بوجود تقارير مغلوطة عن سير تنفيذ القرارات.
وفي السياق، تبدو الزيارة التي يقوم بها تبون إلى الجلفة، والتي ستتبعها مباشرة زيارات إلى ثلاث ولايات أخرى في الشرق والوسط والجنوب، بمثابة إطلاق لحملة انتخابية مبكرة، قبل أقل من سنة عن موعد بدء أولى مراحل الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة أن الرئيس تبون وفريقه الرئاسي الذي يشرف على تدبير هذا التوجه اختار توقيتاً سياسياً مناسباً، بما يكفي لاستكمال زيارات إلى أكبر عدد ممكن من الولايات البالغ عددها 48 ولاية، تضاف إليها عشر ولايات جرى استحداثها قبل عامين.
ويتزامن بدء تبون سلسلة زيارات إلى الداخل مع خطة دعائية لتسويق ما تصفه الحكومة بـ"منجزات الرئيس" خلال عهدته الرئاسية الأولى، حيث بدأت الحكومة تنفيذ خطة اتصالية جديدة، تعتمد على تنظيم لقاءات مباشرة ومفتوحة بين الوزراء ومسؤولي القطاعات الحكومية، مع الصحافة ووسائل الإعلام، لتقديم المعطيات والتحاليل الرسمية، حول إنجازات الحكومة والرئيس عبد المجيد تبون.
وجاءت الخطة رداً على حملات تطاول الحكومة والرئيس تبون، وتصف نتائج ولايته الأولى بالفشل في تحقيق نتائج، خاصة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي.