أعلن "جيش التحرير الوطني" الكولومبي الأحد احتجاز جندي في الجيش، وهو أمر اعتبره الرئيس غوستافو بيترو تخريبا لمحادثات السلام الجارية والرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار.
وكتب الرئيس الكولومبي على "تويتر"، بعدما نشر "جيش التحرير الوطني" بيانا أعلن فيه احتجاز هذا الجندي في مقاطعة أراوكا (شمال شرق): "أستنكر خطف السيرجنت ليبي دانيلو برافو من الجيش الوطني. هذه أعمال تخرّب أي احتمال للسلام".
وأوضح "جيش التحرير الوطني" آخر فصائل التمرّد الكبرى التي لا تزال تنشط في كولومبيا، أن هذا الجندي محتجز منذ 14 فبراير/ شباط، غداة بدء الجولة الثانية من المفاوضات الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار.
وأضاف: "إنه يتلقى معاملة تراعي حقوق الإنسان وواقع الحرب الجارية حاليا في أراوكا". وسبق للجيش النظامي أن نسب عملية الخطف هذه إلى "جيش التحرير الوطني".
وكانت المفاوضات بين الحكومة وآخر مليشيا كبرى في كولومبيا استؤنفت في نوفمبر/تشرين الثاني في كراكاس، بعد تعليق استمر أربع سنوات تقريبا.
وانتهت الجولة الأولى نهاية ديسمبر/كانون الأول مع إعلان الإفراج عن رهائن وإجراءات إنسانية من دون الاتفاق على وقف لإطلاق النار.
وتسببت أعمال عنف وتوترات بفتور في العلاقات بين الطرفين منذ مطلع السنة الحالية. فقتل الجيش تسعة أشخاص يشتبه في أنهم عناصر في "جيش التحرير الوطني" خلال هجوم على ما أعلن في 30 يناير/كانون الثاني.
وفي رأس السنة، أعلن الرئيس الكولومبي وقفا لإطلاق النار لستة أشهر مع خمس جماعات مسلحة وعصابة لتهريب المخدرات من بينها "جيش التحرير الوطني". وبعد ثلاثة أيام على ذلك، نفى "جيش التحرير الوطني" أن يكون أبرم اتفاقا لوقف إطلاق النار مع الحكومة التي علّقت الاتفاق بعد أيام على ذلك.
و"جيش التحرير الوطني" الذي أسسه نقابيون وطلاب من أنصار إرنستو تشي غيفارا في العام 1964 هو حركة التمرّد الرئيسية الوحيدة التي لا تزال نشطة في البلاد منذ وقّعت بوغوتا اتفاق السلام مع فارك في العام 2016.
وتضم هذه المليشيا نحو 3500 مقاتل، فضلاً عن شبكة واسعة من المتعاونين، بحسب ما تفيد به تقديرات مستقلة. ولها وجود في 22 من أصل 32 ولاية في كولومبيا وتستفيد من تجارة المخدرات واستغلال المناجم من دون ترخيص.
(فرانس برس)