أكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفلسطينية جبريل الرجوب، الليلة الماضية، أنهم "ذاهبون إلى انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، وعلى قاعدة التمثيل النسبي، وأن كل فصيل يحق له تشكيل قائمته، حسب القانون، ونحن في حركة "فتح" ملتزمون بذلك".
وأضاف الرجوب، في لقاء مع "تلفزيون فلسطين" الرسمي، أنه "بعد الانتخابات يفترض أن تكون هناك صيغة لحكومة ائتلاف وطني، ونحن معنيون بأن يكون الجميع داخل النظام السياسي، وبعد ذلك نريد أن نذهب للبرلمان، ثم نجري انتخابات رئاسية، ثم نشكل المجلس الوطني".
وأكد أن "ما يتم إنجازه من انتخابات نفعله بحسب الظروف، وذلك لسببين؛ لا نريد أن نشتبك مع النظام الرسمي العربي من أجل إجراء الانتخابات، والآخر هو أن هذا التقليد موجود في المنظمة منذ التأسيس، لكن نريد أن تكون النواة الصلبة منتخبة ديمقراطيا في فلسطين".
إلى ذلك، قال القيادي في "فتح": "نحن، وبإجماعنا وبإرادتنا، أطلقنا المقاومة التي هي حق مشروع لنا في الأرض المحتلة ضد الاحتلال، ونحن نريد أن نبني شراكة، ليس تعبيرا عن الجغرافية، بل عن وجود موازين داخلية فلسطينية، من خلال صندوق الاقتراع بالتمثيل النسبي، وموقفنا في حركة "فتح" هو إنجاز الوحدة الوطنية، وأن القيادة واحدة، وأن الحوار هو الطريق نحو تحقيق ذلك. الفصائل، وعلى رأسهم "حماس"، لماذا يكونون خارج المنظمة؟"، مشددا على أن "الشراكة موضوع محسوم، وموضوع الانتخابات هي الطريق للحُكم".
من جانب آخر، قال الرحوب: "منذ اليوم الأول لـ"صفقة القرن"، أدركنا وجود منهجية تصفية لقضيتنا، لكن نحن اللاعب الأساسي وطورنا استراتيجية خروج من المأزق الذي ندفع إليه"، مشيرا إلى أن "الحوار مع "حماس" بمعرفة الفصائل الفلسطينية، ومخرجاته وطنية تستوعب الجميع، وتؤسس وتمهد باتجاه نظام سياسي وطني"، مبرزا أن "حركة "الجهاد الإسلامي" من الممكن أن لا تشارك بالانتخابات، لكنهم الأكثر حماساً لحالة التوافق الوطني، كما بقية الفصائل".
الرحوب: "منذ اليوم الأول لـ"صفقة القرن"، أدركنا وجود منهجية تصفية لقضيتنا، لكن نحن اللاعب الأساسي وطورنا استراتيجية خروج من المأزق الذي ندفع إليه"
في حين، أشار إلى أن موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس "كان واضحا بأن تذهب الفصائل وتتفق، وأنه لا مشكلة لديه في أي شيء، وأنه لا يوجد لديه "فيتو" حول شخص أو فصيل، وأنه ذاهب باتجاه بناء شراكة من خلال التمثيل النسبي، لكن هناك تشويشا على موقف الرئيس محمود عباس (أبو مازن)".
وتابع: "إن ذهبنا إلى انتخابات فلا يوجد ما يمنع ذلك، وفق آليات يشارك الكل بها، والكل يحترم نتائجها، ونحن نعطي أملا وثقة، ونريد أن نستعيد ثقة شعبنا بنا، ويجب أن نعمل على استعادة الثقة بنا وضرورة تمثيل الشباب في الانتخابات".
وتابع: "الظروف أعتقد ناضجة، وإن شاء خلال أسبوع أو اثنين أو أكثر يكون لدينا مخرجات، سواء بالمسار الثنائي أو الوطني. أنا أعتقد أننا يجب أن نعطي فرصة لكل قيادات العمل الوطني الفلسطيني أن تجري مراجعة لاستعادة الثقة، ولكن ليس فقط من خلال الخطابات".
إلى ذلك، أكد الرجوب: "إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجبر من وقع على اتفاق التطبيع على ذلك، وهم لا يعرفون على ماذا وقعوا، وفي ذلك إهانة. أما الجامعة العربية فقد التزموا الصمت، وهم لا يقدرون أن يقولوا لا لترمب (العم سام)، ولكن نأمل أن يشربوا جرعة الشجاعة والنخوة والهمة، ونحن مازلنا نراهن على مصر والأردن، فهم دول المواجهة للخطر والانهيار، وكذلك نراهن على دور السعودية، والذين موقفهم قائم على حل أو سلام إقليمي، وفق المبادرة العربية".
وأوضح الرجوب: "لقد عاهدنا أنفسنا في اجتماع الأمناء العامين للفصائل على أن نستمر، والكل بايع على ذلك، لكن يجب أن نجسد ذلك بتطبيق ما اتفقنا عليه، عبر تجديد الشرعيات من خلال صندوق الانتخابات"، مؤكدا: "ذاهبون بالاتجاه الصحيح، ونراهن على شعبنا، وحقنا منبثق من خلال وجود إقرار عالمي بموضوع دولتنا، ومن خلال المقاومة، واخترنا المقاومة الشعبية لأنها الأنسب، ونطورها تحت رعاية القيادة الوطنية الموحدة، والمجال مفتوح للجميع بإيقاع وطني وبمسؤولية وطنية".
وتطرق الرجوب إلى وجود تحولات استراتيجة موجودة حاليا، أولها "سلوك الاحتلال المدعوم من أميركا، وثانيها الانهيار في النظام العربي، أما على صعيدنا الداخلي فهناك وجود حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وموقف أبو مازن بالمنظور الاستراتيجي، والذي شكل حالة إجماع".
وزاد القيادي في "فتح": "الانتخابات بكل تأكيد ستجدد، وتفرز وجوها جديدة تحت نفس المظلة، ونفس العقيدة، ونابعة من الطموحات ومن واقعنا، وتقودنا إلى الحرية والاستقلال، وسوف نطلع كل إخواننا العرب على وضع التطورات الداخلية، فنحن بحاجة لهم".