بهدف حوار كردي مع النظام، اجتمعت القوات الروسية، اليوم الثلاثاء، مع قيادات من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وأخرى تتبع لـ "مجلس سورية الديمقراطي" (مسد)، في منطقة عين عيسى شمال محافظة الرقة، شمالي شرق سورية، والتي تُسيطر عليها "قسد" بالاشتراك مع عناصر من قوات النظام السوري، وتقع على مقربة من خطوط التماس مع قوات "الجيش الوطني السوري" المعارض، وحليفته تركيا المنتشرين في منطقة "نبع السلام" شمال البلاد.
وقال الناشط أمجد الساري المتحدث باسم شبكة "عين الفرات" في حديث لـ "العربي الجديد" إن "وفداً عسكرياً روسياً اجتمع اليوم الثلاثاء، مع قيادات من قوات سورية الديمقراطية (قسد)، ومجلس سورية الديمقراطي (مسد)، داخل مدرسة العروبة بمدينة عين عيسى شمال محافظة الرقة".
وأضاف الساري أن "النقاشات بين الطرفين خلال الاجتماع دامت لنحو 4 ساعات، تمت الدعوة من خلالها إلى فتح قنوات تفاهم حقيقية بين الجانب الكردي والنظام السوري، لا سيما في مجالات الثروات الباطنية، والزراعة، والكهرباء، والتعليم، في ظل تمسك (قسد) و(مسد) بعدة شروط، على رأسها الاعتراف بالإدارة اللامركزية وشرعية وجود (قسد) العسكري في المنطقة".
فزّاعة التهديدات التركية
وتحاول روسيا من خلال تلك الدعوات والاجتماعات الضغط على "قسد" و"مسد" لفتح حوارات واسعة مع النظام السوري، وتقديم بعض التنازلات لصالح النظام، مستغلةً التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد مناطق سيطرة "قسد"، في ظل استمرار القوات التركية باستهداف مواقع ومقرات "قسد" العسكرية بين الفينة والأخرى، في أرياف الرقة والحسكة وحلب، بالطائرات المُسيرة والمدفعية الثقيلة، موقعين قتلى وجرحى في صفوف عناصرها.
وأكد قائد "قوات سورية الديمقراطية"، مظلوم عبدي، الخميس الماضي، في تصريحات لـ "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، أن "علاقاتنا مع النظام متواصلة ولم تنقطع"، مضيفا "نريد أن نصل إلى حل للخلافات بيننا"، لافتاً إلى أن "الذي استنبطناه هو أن نظام الأسد غير جاهز حاليا للتوصل لحلول".
وطالب عبدي بـ "الاعتراف بـ (الإدارة الذاتية) ذات الطابع الكردي التي تدير شرقي الفرات، وشرعنة وجودها دستوريا، مشدداً "نحن لا نقبل العودة إلى السابق"، مُشيراً إلى أن "تعنت النظام في الحوار والتوصل لحلول ينبع من أيديولوجية وسياسة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سورية، الذي يرفض تقبل الآخرين".
حواجز النظام السوري
في سياق منفصل، نشرت الشرطة العسكرية التابعة لقوات النظام السوري عددا من الدوريات والحواجز المؤقتة، اليوم الثلاثاء، في أحياء متفرقة من مدينة دير الزور، شرق سورية، واعتقلت عددا من الشبان بينهم طُلاب جامعات بغاية سوقهم للخدمة الإلزامية.
وأكد الناشط أمجد الساري أن "الشرطة نشرت حواجز مؤقتة في حيي الجورة، والقصور بالإضافة إلى تسيير دوريات في مناطق مثل الحميدية والشيخ ياسين وسط مدينة دير الزور شرق البلاد"، مضيفاً أن "الشرطة العسكرية اعتقلت حوالي 25 شاباً، بُغية سوقهم إلى الخدمة العسكرية"، لافتاً إلى أنه و"كان من ضمن المعتقلين طلاب، وتم اعتقالهم على الرغم من ابرازهم وثائق دراسية".
وتعمل الشرطة العسكرية التابعة للنظام السوري على شن حملات اعتقال بين الفينة والأخرى داخل أحياء متفرقة من مدينة دير الزور بُغية سوقهم للخدمة الإلزامية، بالتزامن مع إعلان قوات النظام عن البدء بعمليات التسوية في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي، تشمل المدنيين المطلوبين لأجهزة النظام الأمنية، والعسكريين المنشقين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية.
واشار فراس علاوي، رئيس تحرير موقع "الشرق نيوز"، وهو من أبناء محافظة دير الزور، في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، إلى أن "النظام السوري اعتقل عددا من الأشخاص الذين قاموا بالتسويات في مدينة الميادين شرق محافظة دير الزور"، مؤكداً أن "النظام السوري اعتقل نحو عشرين شخصاً خلال تسوية الميادين، منهم من أبناء الميادين، ومنهم من أبناء مدينة البوكمال، وبعضهم الآخر قادم من مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد)".