نظمت السفارة السورية في دولة قطر (تتبع للمعارضة)، اليوم الخميس، فعالية تضامنية في مقر السفارة، لتجديد المطالبة بالإفراج عن المعتقلين في سجون النظام السوري.
وتأتي هذه الفعالية ضمن فعاليات "أسبوع المعتقلين"، الذي أعلن عنه نشطاء وجهات سورية حقوقية ومعارضة للتذكير بقضية المعتقلين السوريين، إذ لا يزال الآلاف من السوريين والسوريات رهن الاعتقال أو الإخفاء القسري في معتقلات النظام السوري.
وقال القائم بالأعمال لدى السفارة السورية في قطر، بلال تركية، إنه "حينما نتكلم عن الاعتقال في سورية، فإننا لا نتحدث عن الاعتقال بالمعنى الذي تعرفه شعوب العالم، فالاعتقال في سورية لا يأتي في أي سياق قانوني ولا يخضع لسلطة القضاء، بل إنها عملية اختطاف، وإخفاء قسري للأبرياء، من منازلهم وأماكن عملهم، ومن الشارع أيضا".
وأضاف، في كلمته خلال الفعالية، أن "النظام يستخدم الاعتقال كوسيلة لإرهاب الشعب السوري وكسر إرادته، منذ عهد الأسد الأب واستمراره على هذا النهج في ترويع السوريين". وتحدث أيضاً عن ظروف الاعتقال اللاإنسانية التي يتعرض لها المعتقلون السوريون من التعذيب الجسدي والنفسي، والحرمان من الطعام وأدنى مقومات الرعاية الصحية.
وأوضح أن عناصر المخابرات في سورية يلجؤون لاعتقال أهل المعتقل وذويه لإجباره على تسليم نفسه في حال إفلاته منهم، ولذلك فإن السجون في سورية مازالت تغص بالنساء والأطفال الأبرياء. واستخدم النظام الاعتقال أيضاً كوسيلة لمنع السوريين من العودة إلى بلادهم، فلا يكاد شخص يفكر بالعودة، حتى يتم اعتقاله من نقطة الوصول، ويتم إخفاء مصيره عن أهله، وفي كثير من الأحيان فإنهم يجهلون مصيره إلا عندما يتم إبلاغهم بأنه قد توفي تحت التعذيب.
وخلال الفعالية، تم الاستماع إلى كلمات من معتقلين سابقين، شددوا فيها على ضرورة التحرك بشتى الوسائل والضغط من قبل الدول الفاعلة والمنظمات الدولية لإنقاذ السوريين من الاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب، مشيرين إلى أن الواقع في المعتقل لا يمكن تصوره مهما تم الحديث عنه.
وخلال الفعالية، تم الكشف عن كتاب يتناول معاناة المعتقلات السوريات في السجون، حمل عنوان "نساء في هولوكوست الأسد".
من جهته قال عرفان الدرة، وهو عضو الجالية السورية في قطر: "لا شك أن المعتقلين السياسيين في سورية، هم جزء من الشعب السوري الذي رفض العيش بغير حرية وكرامة، وأسبوع التضامن معهم هو جزء بسيط مما هو واجب علينا"، مضيفا لـ"العربي الجديد" أن "الأصل أن تبقى قضيتهم من الأولويات حتى يتم الإفراج عنهم جميعا، ومن واجبنا أيضا رعاية أسرهم وأهلهم كي نخفف من آلامهم ومعاناتهم".
وتشير إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى أن نحو 155,604 سوريين لا يزالون رهن الاعتقال على يد أطراف النزاع في سورية، منهم حوالي خمسة آلاف طفل وعشرة آلاف امرأة، ويحتجز النظام أكثر من 87 بالمائة منهم.