حالة غضب في جنين بعد ملاحقة السعدي
9 عناصر من كتيبة جنين معتقلون في سجون السلطة
تحذيرات من تطور الأزمة إلى مواجهة مباشرة
تتفاقم الأزمة بين نشطاء المقاومة المسلحة وأجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، على خلفية ملاحقة الأخيرة المتكررة للشبان المقاومين.
وكانت الأجهزة الأمنية قد حاولت، أمس السبت، اعتقال قيس السعدي الناشط في "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس في مخيم جنين، بعدما حاصرت مكان وجوده داخل محلٍ تجاري في حيّ "الهدف" على أطراف المخيم، وفق ما أظهرته مقاطع فيديو من كاميرات مراقبة في المكان.
وقال مصدر مقرب من السعدي، لـ"العربي الجديد"، إن مخبرين يعملون مع الأجهزة الأمنية لاحقوا السعدي منذ خروجه من المخيم إلى حي الهدف، وأبلغوا تلك الأجهزة التي حضرت بسرعة للمكان، مشيراً إلى أن السعدي أدرك خلال تحركه أنه مراقب، وتمكن من الإفلات منهم، إلا أنه تعرض للإصابة برصاص عناصر الأمن.
لحظة إطلاق الأجهزة الأمنية الفلسطينية النار تجاه المطارد والأسير المحرر قيس السعدي خلال ملاحقته ومحاولة اعتقاله في حي الهدف بمحيط مخيم جنين.#خبرني #جنين pic.twitter.com/AGRxRS0s2l
— خبرني Khaberni (@khaberni) March 2, 2024
ووفقاً للمصدر، تلاحق "الأجهزة الأمنية السعدي في سياق محاولاتها المستمرة لإخماد حالة المقاومة في مخيم جنين"، لافتاً إلى أن الاحتلال حاول قبل نحو أسبوعين، اعتقاله على خلفيّة اشتراكه في العمل المقاوم مع الناشط حمزة أبو الهيجا الذي استشهد في مارس/آذار 2014.
والسعدي أسير محرر قضى 6 سنوات في سجون الاحتلال، عدا عن أنه معتقل سياسي سابق لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وفي أعقاب حادثة ملاحقته، خرج عشرات المسلحين من عناصر "كتيبة جنين"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إلى شوارع المخيم ومدخله، السبت، وأطلقوا النار صوب مقر المحافظة، تعبيرًا عن رفضهم لما جرى بحق السعدي، ورفاقه المعتقلين في مقار الأمن.
وقال المصدر: "كل من تلاحقهم الأجهزة الأمنية هم شباب شرفاء، تتهمهم بتهمٍ باطلة وهي أنهم يطلقون النار على مقر المحافظة، في ذريعة لتبرير اعتقالهم، غير أن الكتيبة والشباب المقاومين أعلنوا مرات عديدة أنهم لا يريدون الصدام مع الأمن الفلسطيني الذي يصر على خلق أجواء الصدام".
وحاول "العربي الجديد" التواصل مع مساعد محافظ جنين، منصور السعدي، الذي اعتذر نظرًا لوجوده خارج البلاد، فيما لم يرد القائم بأعمال محافظ جنين، كمال أبو الرب على الاتصالات والرسائل.
"مواجهة مباشرة"
وأشار المصدر إلى أن الملاحقة "قد تؤدي لما ترفضه الكتيبة ولما كان يرفضه المطارد قيس السعدي علنًا وهو الدخول في مواجهة مباشرة مع أفراد الأجهزة الأمنية الذين نعتبرهم من أبناء الشعب"، مضيفا: "نناشدهم أن يتركونا نواجه الاحتلال لأن بنادقنا ورصاصنا لا يخرج إلا صوب من يعادينا ويمنعنا من المقاومة".
تغطية صحفية: مخيم جنين: لحظة وصول خبر محاولة اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية للمطارد قيس السعدي بمحيط المخيم. pic.twitter.com/9XgtqJI8OA
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 2, 2024
وتابع المصدر: "تبعات الملاحقة باتت معروفة، وهي محاولة الأجهزة الأمنية التشهير في الشبّان المقاومين، وتلفيق تهمٍ جنائية لهم، وحتى إن مقربين من الأجهزة الأمنية يعملون أحيانا على دسّ شائعات عقب اقتحامات الاحتلال باعتقال أحد المطاردين أو استشهاده، كما حصل مع المطارد قيس السعدي قبل نحو أسبوعين"، وذلك في مسعى لكشف معلومات حول المطارد، وفق تفسير المصدر.
وتعتقل الأجهزة الأمنية وفقاً للمصدر، 9 عناصر من "كتيبة جنين". وقال المصدر "بات واضحًا أن الملف الذي يعتقل على خلفيته شبان مخيم جنين، هو ذات الملف الأمني الموجود عند الاحتلال، وبعض الشباب يرفضون تسليم أنفسهم، نظرًا لوجود تجارب سابقة لأفراد الكتيبة خلال التحقيق معهم في مقار الأمن الفلسطيني".
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح من مخيم جنين، جمال حويل، إن ملاحقة الشبّان أمر مرفوض وطنيًا، ومن شأنه أن يوسع الفجوة مع الأجهزة الأمنية التي باتت في الآونة الأخيرة ترفض المضي في سياق حل قضايا الشبّان المعتقلين والإفراج عنهم.
وأضاف حويل "على الأجهزة الأمنية إن لم تستطع المساهمة في تعزيز الحالة الوطنية والتلاحم بين أبناء الشعب، ودعم المقاومة في مخيم جنين لتعميم الحالة في مختلف المناطق، ألا تلاحقهم على الأقل بهدف تحقيق مكاسب ذاتية، لا تعبر عن تطلعات الشعب في المرحلة الحالية، أو عن تطلعات مخيم جنين الذي يستمر في مقاومة الاحتلال".
من جانبها، استنكرت حركة حماس في بيان صحافي، بشدّة ما وصفتها "الجريمة الآثمة"، معربة عن رفضها "هذا السلوك غير الوطني الذي يأتي بعد لقاء موسكو الذي أكّد على وحدة الصف الوطني ودعم المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وحملت الحركة الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقيادتها "المسؤولية الكاملة" عن سلامة "السعدي وإخوانه المقاومين الملاحقين من قبل جيش الاحتلال".
وقالت "إن استمرار أجهزة أمن السلطة في القيام بأدوار التنسيق الأمني وملاحقة المقاومين واعتقالهم ومحاولة اغتيالهم كما حصل مع المجاهد خليل الحنبلي في نابلس والمجاهد قيس السعدي اليوم وغيرهم، إنما يشير إلى سياسة أمنية تحرف البوصلة بعيداً عن مصالح شعبنا الوطنية".
ودعت الحركة الفصائل والشعب الفلسطيني "لإعلان موقف واضح رافض لسياسات الأجهزة الأمنية الفلسطينية والتحرك لوضع حد لهذا السلوك الذي يضعف الجبهة الداخلية لشعبنا ولا يخدم سوى الاحتلال ومشاريعه التوسّعية الاستيطانية"، حسب البيان.