جدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، التزام بلاده حماية مستشاري التحالف الدولي في العراق، فيما دعت واشنطن حكومة بغداد إلى ملاحقة المسؤولين عن الهجمات التي تعرضت لها قواعدها العسكرية في البلاد.
وتلقى السوداني اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، بحثا فيه ملف حماية القواعد الأميركية في العراق. ويأتي الاتصال على إثر عودة الهجمات الإسرائيلية على غزة وانتهاء الهدنة، وهو ما يشير إلى إمكانية استئناف الفصائل العراقية المرتبطة بإيران هجماتها المسلحة على القواعد الأميركية بالعراق وخارجه، التي كانت قد علقتها مع بدء سريان الهدنة الأسبوع الفائت.
ووفقاً لبيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، صدر صباح اليوم السبت، فإن "السوداني جدد لبلينكن موقف العراق الرافض لأي اعتداء تتعرض له الأراضي العراقية، وأن الهجوم الذي تعرضت له منطقة جرف النصر (جرف الصخر) مثّل تجاوزاً على السيادة العراقية".
وأضاف أن "السوداني جدد بالوقت ذاته التزام الحكومة العراقية حماية مستشاري التحالف الدولي الموجودين في العراق"، مشيراً إلى أن "الاتصال بحث التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والجهود التي يقوم بها العراق لاحتواء التداعيات الخطيرة التي خلفتها الاعتداءات المتكررة على قطاع غزّة، والعمل على تثبيت التهدئة ووقف العدوان وضمان عدم اتساع الحرب، بما يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار في المنطقة".
رئيس مجلس الوزراء @mohamedshia يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي، السيد أنتوني بلينكن.
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) December 2, 2023
وأكد سيادته موقف العراق الرافض لأي اعتداء تتعرض له الأراضي العراقية، وأن الهجوم الذي تعرضت له منطقة جرف النصر مثّل تجاوزاً على السيادة العراقية، مجدداً بالوقت ذاته التزام… pic.twitter.com/FcAeCskF6F
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان إن "بلينكن حثّ السوداني على حماية الأميركيين في العراق"، مشددة على أن "بلينكن دعا الحكومة العراقية إلى الوفاء بالتزاماتها بحماية جميع المنشآت التي يوجد بها أميركيون".
ودعا بلينكن كذلك إلى "ملاحقة المسؤولين عن الهجمات على الأميركيين في العراق".
وكانت ما تسمى "المقاومة الإسلامية بالعراق" قد أعلنت ليل الخميس/ الجمعة، جهوزيتها لتنفيذ العمليات العسكرية داخل العراق وخارجه، مؤكدة في بيان أن "ما تعرّض له الشعب الفلسطيني من مجازر صهيونية، وإبادة جماعية وحشية، لا تخرج من دائرة حرب تديرها أميركا ضد أبناء غزة وجنوب لبنان".
وأضافت أن "المقاومة الإسلامية في العراق لن تترك أهلها في هذه الحرب يواجهون طواغيت العالم وحدهم، وأنها تعلن استعدادها وجهوزيتها، لتصعيد العمليات العسكرية داخل العراق وخارجه، إذا ما أصرّ العدو الأميركي على استمرار آلة القتل الصهيونية، سواء في غزة الصمود أو في جنوب لبنان".
وقررت جماعة "كتائب حزب الله" العراقية، في الـ 26 من الشهر الفائت، خفض التصعيد ضد القوات الأميركية في المنطقة تزامناً مع هدنة غزة، فيما انقسمت مواقف الفصائل فيما بينها بشأن تنفيذ الهجمات من عدمه.
والشهر الفائت شنت جماعات عراقية مسلحة، تُصنف على أنها حليفة لطهران، سلسلة من الهجمات المسلحة بواسطة صواريخ وطائرات مسيّرة استهدفت قواعد ومعسكرات للجيش الأميركي داخل العراق وسورية، رداً على "الدعم الأميركي للاحتلال الإسرائيلي" في العدوان الحالي على غزة، بحسب بيانات متسلسلة نشرتها تلك الجماعات، وتبنت من خلالها تلك الهجمات.