اشترطت وزارة الخارجية السودانية، اليوم السبت، "تذليل العقبات" لعودة وفد الجيش التفاوضي إلى مدينة جدة السعودية، لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع قوات "الدعم السريع".
وقالت الخارجية في بيان، إنها "تؤكد جاهزية الوفد التفاوضي للعودة إلى منبر جدة، متى ما تمكن الوسيطان السعودي والأميركي من تذليل العقبات والمعوقات التي حالت دون مواصلة المباحثات"، مؤكدة "الرغبة في التوصل إلى اتفاق عادل يوقف العدائيات، ويمهّد الطريق لمناقشة قضايا ما بعد الحرب".
وأضافت الوزارة: "تعنت قوات التمرد (الدعم السريع)، وعدم انصياعها لتنفيذ التزاماتها الموقعة عليها هو السبب وراء تعثر مباحثات جدة، ما حدا وفد القوات المسلحة السودانية إلى العودة إلى أرض الوطن". وأردفت: "المليشيا المتمردة كعادتها لم تحترم الالتزامات التي وقّعت عليها في جدة، حيث واصلت انتهاكاتها الممنهجة".
وأوضحت الوزارة أن تلك الانتهاكات "تتمثل باحتلال منازل المواطنين، والمرافق العامة، وتعطيل الخدمات الأساسية، والاستمرار في عمليات السلب والنهب، والاعتداء على المصارف، والمصانع، والأسواق، ودور العبادة، والمقارّ الدبلوماسية، وتخريب الطرق، والمطارات، ونشر الذعر والفوضى في البلاد".
والخميس، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات "الدعم السريع" إن وفدها باقٍ في مدينة جدة السعودية.
وأكد قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أمس الجمعة، أنه في حال قيام الجيش السوداني بتغيير هيئة القيادة الخاصة به، سنصل إلى اتفاق خلال 72 ساعة من اتخاذ هذه الخطوة.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار الماضي، مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، أدت في الـ 11 من الشهر ذاته إلى أول اتفاق في جدة بين الجانبين لالتزام حماية المدنيين.
كذلك أُعلِن أكثر من هدنة، سُجلت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين الجانبين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.
ويتبادل الجيش برئاسة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة حميدتي، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال، وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
وبين حميدتي والبرهان، خلافات، أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين.
ومنذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
(الأناضول)