قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن مسار التفاوض حول سد النهضة الإثيوبي، يتطلب الصبر والتأني وعدم استعجال النتائج، موجهاً حديثه لمواطني بلده: "من فضلكم اقلقوا لأن هذا طبيعي، لكن ثقوا في الله سبحانه وتعالى وفي بلدكم وفي قدراته".
وأضاف، خلال حضوره حفل افتتاح عدد من المشروعات بالإسماعيلية وهيئة قناة السويس، أن الحفاظ على حقوق مصر المائية أمر لا يمكن التفريط فيه، ولا السماح بتجاوزه تحت أي ظرف.
وكرر السيسي مطالبته للمصريين بعدم الاستعجال: "كل حاجة في الملف ده ليها ترتيباتها ولها تدبيرها، والتفاوض عملية شاقة وصعبة، واحنا بنضغط، وزي ما شفتم استقبلنا المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي ورئيس الاتحاد الأفريقي، والأمور تسير للوصول إلى حل لهذه المسألة، التي نعتبرها حساسة جدا جدا ومهمة جداً جداً".
واختتم السيسي حديثه: "قلقكم مقدّر ومشروع، واهتمامكم ببلدكم أمر رائع في الحقيقة، لكن كونوا متأكدين أن حقوقنا لن يتم التفريط فيها".
وسبق أن كشفت مصادر دبلوماسية مصرية وغربية بالقاهرة، أن هناك محاولات بدأت تجريها الإدارة الأميركية والاتحاد الأفريقي بمعاونة من دولة الإمارات لإقناع مصر والسودان بقبول توقيع اتفاق مؤقت لإدارة الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي وتشغيل السد خلال الفترة الممتدة حتى فيضان 2022 عوضاً عن التوصل إلى اتفاق دائم على قواعد الملء والتشغيل.
وبحسب المصادر، فإن المحاولات الأميركية الأفريقية تقترح تقديم ضمانات عملية لمصر والسودان، لانخراط إثيوبيا في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق نهائي ممتد المفعول خلال العام الحالي، ولكن دون تأثير ذلك بالسلب أو الإبطاء على عملية الملء الثاني، مع التأكيد على عدم إيقاع أي ضرر بدولتي المصب.
وذكرت المصادر أن مصر، التي سبق أن أبلغت كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والإمارات وجميع الأطراف المعنية، برفضها المطلق لأي اتفاق مؤقت، ربما لا تجد أمامها غير قبول الحل المؤقت إذا تمت صياغته بصورة تضمن الدخول فوراً في مفاوضات قصيرة الأجل وتحظى برعاية سياسية أكيدة من الولايات المتحدة، وصولاً إلى الاتفاق النهائي.