- يجدد السيسي موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين، مؤكداً على الإصرار المصري لوقف إطلاق النار ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مع التزام مصر بإرساء السلام والأمن في المنطقة.
- يُعتبر تحرير سيناء شاهداً على قوة مصر وشعبها، مع التأكيد على التحديات الجديدة مثل الحرب ضد الإرهاب والواجب الوطني لتنمية وتعمير سيناء، بما في ذلك مشروعات التنمية الشاملة.
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن "تحرير شبه جزيرة سيناء من الاحتلال (الإسرائيلي) عام 1982 لم يكن مجرد عودة للأرض، وإنما كان تأكيداً على قدرة الشعب المصري في تحقيق المستحيل، والحفاظ على مقدراته".
وأضاف السيسي، في كلمة له بمناسبة الذكرى الـ42 لتحرير سيناء، اليوم الخميس، أن "هذه الذكرى محطة لتجديد العهد على مواصلة بناء الوطن، وتعزيز وحدته، والعمل على رفعة شأنه بين الأمم"، مستطرداً "نتذكر تضحيات شهدائنا الأبرار، وبطولات جنودنا البواسل، الذين أعادوا للوطن كرامته وسيادته على أرض سيناء الحبيبة".
وتابع: "نحتفل اليوم بذكرى تحرير سيناء، تلك البقعة الغالية من أرض مصر الطاهرة. إنه يوم يعكس قوة الإرادة المصرية، وصلابة عزيمتنا في استرداد كل شبر من أرضنا".
وجدد السيسي موقف بلاده من الأزمة في غزة، قائلاً: "نرفض تماماً أي تهجير للفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء، أو إلى أي مكان آخر، حفاظاً على القضية الفلسطينية من التصفية، وحماية لأمن مصر القومي".
وزاد: "نؤكد موقفنا الثابت بالإصرار والعمل المكثف لوقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ودفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ليحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة".
وأردف السيسي: "هذه هي الثوابت الراسخة التي تحرص مصر على العمل في إطارها بهدف أسمى، وهو إرساء السلام والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة لمصلحة جميع شعوبها".
وذكر أن "سيناء المصرية تحررت بالحرب والدبلوماسية، وستظل شاهدة على قوة مصر وشعبها وقواتها المسلحة ومؤسسات دولتها، ورمزاً خالداً على صلابة الشعب المصري في دحر المعتدين والغزاة على مر العصور".
وأكمل السيسي: "خلال السنوات الماضية، تعرضت مصر لاختبار جديد استهدف سيناء، وخضنا حرباً شرسة ضد قوى الإرهاب والشر التي ظنت واهمة أن بمقدور عملياتها الإرهابية إضعاف عزيمتنا. وقدم الشعب شهداءً أبراراً من أبنائه الكرام في الجيش والشرطة المدنية، ليدفعوا بدمائهم الغالية ثمن حماية سيناء، بل ومصر كلها من الإرهاب والتطرف"، على حد تعبيره.
واعتبر الرئيس المصري أن "تنمية سيناء وتعميرها هو واجب وطني مقدس. واليوم تشهد جهوداً غير مسبوقة لتحقيق التنمية الشاملة في الصحة والتعليم والبنية الأساسية، وجميع مقومات العمران والصناعة والزراعة، في إطار مشروع قومي ضخم يستحق أن يقدم المصريون التضحيات اللازمة من أجل تنفيذه، حماية وصوناً لأمن الوطن كله وسلامته".
وكان محافظ شمال سيناء، اللواء العسكري محمد عبد الفضيل شوشة، قد قال في تصريحات متلفزة، إن "المحافظة ترفض توطين أي فلسطيني على أرضها، ولن تتركها لأحد من غير المصريين نهائياً"، معترفاً بـ"وجود قرابة ثلاثة آلاف فلسطيني في شمال سيناء، من العالقين والمصابين والمرافقين لهم، ومن المقرر إعادتهم مرة أخرى إلى غزة في القريب العاجل".
وفوجئ سكان مدينة رفح المصرية مؤخراً بوضع أكثر من لافتة إعلانية، كُتب عليها "مدينة السيسي ترحب بالسادة الزائرين"، في أكثر من مكان بمنطقة العجراء، أقصى جنوب رفح.
وحسب مصادر أهلية تحدثت سابقاً لـ"العربي الجديد"، فقد وضعت مجموعة "العرجاني للتطوير" المتخصصة في المقاولات والتطوير العقاري، تلك اللافتات الاسترشادية، التي تؤدي إلى ما وصفوه بـ"تجمع تنموي" تقول إنه سيجري إنشاؤه بمنطقة العجراء في رفح.
ورجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني هو أحد أكثر رجال الأعمال قرباً من النظام السياسي في مصر، وتتولى شركته العديد من المشروعات سواء داخل سيناء أو خارجها.
وتقع منطقة العجراء إلى الجنوب من مدينة رفح بشمال سيناء، وتكاد تلامس الحدود مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وغالباً ما صُنفت بأنها ممر للتهريب، قبل أن يدخلها الجيش بالاشتراك مع ما يعرف بـ"اتحاد قبائل سيناء"، الذي يرأسه العرجاني.