أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الموريتاني، محمد ولد الغزواني، الذي بدأ زيارة إلى القاهرة اليوم الأحد، أن "الأمن المائي المصري هو جزء لا يتجزأ من الأمن المائي العربي".
وتابع السيسي، خلال المؤتمر الصحافي الذي جاء في أعقاب جلسة مباحثات مطولة، قائلاً: "شددنا على أهمية حث إثيوبيا على التحلي بالإرادة السياسية، للأخذ بأي من الحلول الوسطى التي طُرحت على مائدة التفاوض، والتي تلبي مصالحها، دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتي المصب، وذلك من أجل إبرام اتفاق قانوني ملزم، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة".
وأكد أنه اتفق مع الرئيس الموريتاني على "تعزيز الجهود على الساحة الأفريقية، في ظل الدور الحيوي الذي تقوم به كل من مصر وموريتانيا في هذا الشأن، مع استمرار التنسيق والتعاون في إطار الاتحاد الأفريقي، ومواصلة جهود دعم بنية السلم والأمن والتنمية في القارة الأفريقية، بما يمكنها من تجاوز التحديات، وتحقيق الرخاء والاستقرار لسائر أبناء القارة الأفريقية"، على حد قوله.
ويأتي حديث السيسي عن "حل وسط لأزمة سد النهضة" بعد تصعيد الخطاب الدبلوماسي بشكل متبادل بين الجانبين، في أعقاب القمة العربية الأخيرة، التي أكدت أن "الأمن المائي لمصر والسودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي"، كما أنه يأتي في وقت كانت تتمسك فيه القاهرة بضرورة "التوصل لاتفاق ملزم لأديس أبابا بشأن عمليتي الملء والتشغيل".
وبحسب ما قال السيسي، فإنه أجرى مباحثات مكثفة وبناءة مع الرئيس ولد الغزواني، تناولت مختلف الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية، وعكست، وفقاً لقوله: "إرادتنا السياسية المشتركة نحو تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، والارتقاء بها في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب، وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون، والتنسيق على المستويات كافة، أخذاً في الاعتبار التحديات المشتركة التي تواجه مصر وموريتانيا، ومنها تحديات تحقيق التنمية الشاملة، ومواجهة التدخلات الخارجية في المنطقة، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وصون الدولة الوطنية ومؤسساتها".
كما أكد أنه اتفق مع الرئيس الموريتاني على "تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، فضلاً عن سرعة الإعداد لعقد الدورة المقبلة، للجنة العليا المشتركة المصرية الموريتانية، خلال العام الجاري".
وأردف: "تناولنا آخر المستجدات المطروحة على الساحة العربية، حيث توافقنا حول أهمية دفع آليات العمل العربي المشترك، بهدف الحفاظ على الأمن القومي العربي، وحماية وحدة وسيادة ومقدرات الدول العربية".
كما بحث الزعيمان، وفقاً لقول السيسي، آخر تطورات القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، وتحقيق تطلعاته نحو دولته المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وحول مستجدات الأزمة الليبية، أكد السيسي "توافقهما في الرؤى بشأن ضرورة عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب، بدون استثناء وفي مدى زمني محدد، تنفيذاً للمقررات الدولية ذات الصلة".
وبشأن الأزمة في السودان، أكد السيسي أهمية "التوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، والحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية، ومنعها من الانهيار، وتكثيف الجهود لنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة، للتخفيف من معاناة المتضررين"، وحث جميع الأطراف على "تغليب صوت الحكمة، للحفاظ على مقدرات الدولة السودانية ومصالح شعبها".