اعتدت الشرطة الفلسطينية، مساء الإثنين، على أهالي نشطاء معتقلين لديها قبل بدء تظاهرة وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، تطالب بمحاسبة قتلة المعارض السياسي نزار بنات، واعتقلت الشرطة خمسة من الأهالي الذين كانوا ينظمون وقفة أمام مقر الشرطة بمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة الحق الفلسطينية شعوان جبارين لـ"العربي الجديد"، والذي كان في المكان، "إن عناصر من الشرطة بالزي الرسمي وآخرين بالزي المدني اعتدوا على الأهالي بطريقة وحشية، وضربوهم وسحلوا بعضهم على الأرض ومن بينهم فتيات، ورشوهم بغاز الفلفل، واعتقلوا 5 من الأهالي".
وقال جبارين، في شهادته لما جرى، "رأيت قمعًا وسحلًا واعتداءً على مدنيين لم يقوموا بأي شيء عنفي، سوى زوجة الناشط والأسير المحرر أُبي عابودي التي كانت تهتف (يا دولة الحريات، لا للاعتقال السياسي)، ويبدو أن هذا أغضبهم كثيراً، لقد كنت على تواصل مع مدير مكتب مدير عام الشرطة الفلسطينية حازم عطا لأطلب زيارة أولئك المعتقلين، لكنني أبلغت أن الأمر لدى مدير شرطة رام الله والبيرة علاء الشلبي".
وتابع جبارين "خلال الاعتداء على المدنيين، تم الاعتداء على والد المعتقل أُبي، وهو رجل مسن يبلغ من العمر (77 عامًا) ورش بوجهه الغاز وكاد يختنق، لقد رأيت اعتداء وهجومًا عنيفًا وحشيًا بالركل والضرب بالعصي، وتشعر أن من يضربون لديهم أحقاد وغلّ وتصرفات غير عادية، وبدلاً من حماية الناس، فإن الشرطة تسحلهم، أنا شاهد عيان على ذلك".
وأشار جبارين إلى أنه اتصل برئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ليطلب زيارة المعتقلين فأخبرهم أنه يريد أن يفحص الأمر، وحين الاتصال به مرة أخرى أغلق اشتية هاتفه.
من جانبه، قال المحامي داود درعاوي لـ"العربي الجديد": "إن الشرطة اعتقلت هند شريدة زوجة الناشط والباحث أبي العابودي والتي كانت برفقة طفليها، وأخذهما جدهما الذي كان في الوقفة، إضافة لاعتقال ديما أمين، وناديا حبش من مركز بيسان للبحوث، وأوس وشذى ابنتي الناشط السياسي عمر عساف، بينما جرى اعتقال المحامية ديالا عياش"، فيما تبين لاحقًا اعتقال الأسيرة المحررة ميس أبو غوش وهي طالبة في كلية الإعلام بجامعة بيرزيت.
وكانت هند شريدة قالت لـ"العربي الجديد"، قبيل اعتقالها، "إن الشرطة هددوها وعائلات المعتقلين المعتصمين وحقوقيين كانوا أمام مركز الشرطة في حي البالوع في مدينة البيرة بإخلاء المكان خلال عشر دقائق".
وأشارت شريدة إلى أن أفراد الشرطة قالوا للعائلات بأن التجمهر مخالف للقانون، فردت العائلات بأنها لا تخالف القانون بالهتاف ضد الاعتقال السياسي.
وقالت شريدة: "قلنا لهم نحن مواطنون نحترم القانون، ولكن أنتم الذين تخالفونه دائماً وتفلتون من العقاب، حيث لا المجلس تشريعي يراقبكم ولا احترام للقضاء، نحن نجلس على الرصيف المقابل لمركز الشرطة ونهتف فقط لا للاعتقال السياسي".
وأكدت شريدة أن المتواجدين أمام المركز هم عائلات المعتقلين تيسير الزبري وعمر عساف وزوجها أبي العابودي إضافة إلى حقوقيين ومدافعين عن حقوق الإنسان يطالبون بالإفراج عن الذين تم اعتقالهم مساء الإثنين، على ميدان المنارة قبل إقامة أي تجمع أو اعتصام.
واعتقلت الشرطة الفلسطينية، عدة نشطاء حين وصولهم إلى ميدان المنارة وسط رام الله، حيث كان من المفترض أن تقام وقفة ومسيرة رافضة لقمع الأجهزة الأمنية للمتظاهرين المحتجين على مقتل المعارض السياسي الفلسطيني نزار بنات، وكذلك للمطالبة بمحاسبة قتلته، لكنه وقبل أن تقام المسيرة بدقائق تم اعتقال النشطاء، وسبقها انتشار مكثف للشرطة الفلسطينية، التي أغلقت الميدان وأخلته من المارة.
من جهته، استنكر اتحاد لجان المرأة الفلسطينية ممثلاً برئيسته ختام سعافين، المعتقلة لدى الاحتلال والمكتب التنفيذي والهيئات القاعدية في بيان صحافي، "الهجمة المنظمة التي تشنها الأجهزة الأمنية على الشابات والنساء الفلسطينيات وتحديداً عضوات وصديقات الاتحاد ومؤسساته التاريخيات أثناء اعتصامهم التضامني مع زوجة مدير مركز بيسان للبحوث هند شريدة، احتجاجاً على توقيف زوجها أبي العابودي".
وحذر الاتحاد مما أسماها "موجة توتير الأوضاع المتعمد من قبل الأجهزة الأمنية ممثلة بوزارة الداخلية، والتي وصلت حد ضرب الرفيقات نادية حبش، رئيس مجلس إدارة مركز بيسان للبحوث والإنماء، والزميلة المحامية ديالا عايش والأسيرة المحررة الصحافية ميس أبو غوش"، فيما دعا الاتحاد "كافة أعضائه وقواعده للوقوف بحزم أمام التعديات غير المسبوقة تجاههن".