سلّطت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم، الضوء على الحدث التاريخي الذي شهدته مدينة نيويورك، بعد أن رُفع العلم الفلسطيني عند مدخل مبنى الأمم المتحدة، جنباً إلى جنب مع الدول الـ193 الأعضاء.
وهذه المرّة الأولى التي يرتفع فيها العلم الفلسطيني، على مبنى المؤسسة الأممية، حاملاً معه آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني، وسعيه المستمر للحرية، واستعادة أرضه المغتصبة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
الخطوة الدولية التي لقيت ترحيباً كبيراً في الوسط السياسي والدبلوماسي الفرنسي، خطفت الأضواء في الإعلام الفرنسي، من خطاب الرئيس فلاديمير بوتين، وقيام الطيران الروسي بقصف مناطق داخل سورية، فور إعلانه السعي إلى ضرب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من على منبر الأمم المتحدة.
وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الذي شارك في احتفالية رفع العلم، ممثلاً عن الحكومة الفرنسية، عبّر عن سعادته، عبر حسابه على "تويتر"، وغرّد مع صورة تجمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مصافحاً الرئيس عباس، بينما يرتفع العلم الفلسطيني على مبنى الأمم المتحدة، للمرة الأولى في تاريخه.
أما الحزب الاشتراكي، فقد أصدر بياناً وجّه من خلاله التحية للشعب الفلسطيني وقيادته، ودعا فيه المجتمع الدولي إلى العمل على حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين في القريب العاجل.
صحيفة "لو فيغارو"، عرضت صوراً من الاحتفالية التي جرت في حديقة الأمم المتحدة، ونقلت مقتطفات من خطاب الرئيس عباس، وتصريحات صحافية عبّر فيها عن افتخاره وشعوره بالسعادة في تحقيق هذا الإنجاز الكبير.
كما دعا الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين حتى الآن، إلى المسارعة بالفعل، "لأن في ذلك ضمانا للسلام المستند إلى شرعية دولية في الشرق الأوسط".
اقرأ أيضاً: سنودن على "تويتر": رسائل وأبعاد
بدورها، كتبت "لوموند"، عبر مراسلتها في نيويورك مارين بورو، أنّ خطوة كهذه ستعيد تحريك المياه الراكدة في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي. وعلّقت بورو على أهمية الحدث قائلة، "الأنظار هنا تشخص فقط نحو سورية، ويبدو ذلك واضحاً في الحفل، الزغاريد التي علت والتصفيق الذي سمعناه لا يخفيان عدم الحماس الجماعي للخطوة-الحدث، حتى العلم الذي ارتفع افتقد للهواء الطبيعي لكي يخفق بحرية وفخر".
وركّزت الصحافية الفرنسية، على عدم اهتمام الدبلوماسيين الإسرائيليين بالاحتفالية، وتركيزهم على تحليل خطاب الرئيس عباس، خاصة في ما يتعلّق بكلام الأخير عن عدم التزام الجانب الفلسطيني بنصوص اتفاقية أوسلو بعد اليوم.
أما صحيفة "ليبراسيون"، فقد كشفت عن تفاصيل العرض الفرنسي الذي تحدّث عنه وزير الخارجية، فابيوس، الذي يقضي بالتوصّل إلى اتفاقية سلام نهائي خلال مدة أقصاها 18 شهراً.
واهتمت الصحيفة بنقل وقائع "يوم العلم" من الأراضي الفلسطينية. وقالت الصحيفة "في هذا اليوم الرمزي الكبير، قررت حركة "فتح" التي يرأسها محمود عباس، أن تجعله يوماً وطنياً، فبثّت خطاب الرئيس في الأمم المتحدة، في رام الله وبعض المدن الأخرى عبر شاشات عملاقة، فيما اختار شبان فلسطينيون الاحتفال على طريقتهم، عبر رشق عربات الجنود الإسرائيليين والمستوطنين في بعض مناطق الضفة الغربية، وكان مصير أغلبهم التوقيف.
اقرأ أيضاً: ريجيس دوبريه في "لوبوان": عصر الأيديولوجيات انتهى