في أول ظهور له منذ عدة أسابيع، خطب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في مسجد الكوفة التاريخي بمدينة النجف جنوب غرب العاصمة العراقية بغداد، أمام المئات من أنصاره الذين احتشدوا داخل المسجد وعلى بواباته الخارجية لتحيته.
وظهر الصدر بعباءة وعمامة سوداوين مع وشاح أخضر على منبر الجمعة في باحة مسجد الكوفة التاريخي؛ أحد أهم المساجد الدينية في محافظة النجف، وسط حشد كبير من أنصاره، بينما أحاط أفراد من مرافقيه المنبر على شكل نصف دائرة، وبدا عدد من نواب التيار الصدري المستقيلين داخل المسجد أيضاً خلال الخطبة.
واستذكر الصدر خلال خطبته التي استمرت أكثر من 15 دقيقة والده محمد صادق الصدر، بـ"وقوفه ضد الظلم والدكتاتورية"، مشدداً على "ضرورة الالتزام بصلاة الجمعة"، كذلك دعا للأشخاص الذين هتفوا له بـ"النصر"، من دون أن يتطرق لأي جانب سياسي، لكن مراقبين اعتبروا عودة الصدر إلى المشهد بمثابة سبب آخر لمضاعفة الترقب في المشهد السياسي العراقي.
ويأتي ظهور الصدر مع استمرار توجس تحالف "الإطار التنسيقي"، القريب من إيران والذي نجح أخيراً في تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني على مبدأ المحاصصة الطائفية، بعد انسحاب التيار الصدري الفائز الأول بالانتخابات التشريعية من البرلمان.
وتضع قوى "الإطار التنسيقي" احتمالات تحريك الصدر الشارع ضد حكومة السوداني كاحتمالات قريبة الحدوث، مع رفض الصدر الدخول في أي مفاوضات معها أو قبول عرض المشاركة في الحكومة الحالية.
ومنذ أسابيع عديدة، يحظر الصدر على قيادات التيار الصدري الذي يحظى بشعبية كبيرة في الوسط الشيعي داخل العراق مقارنة بالقوى السياسية الأخرى الإدلاء بأي تصريحات تتعلق بالحكومة الجديدة.
من جهته، تساءل الباحث في الشأن السياسي مجاهد الطائي عن مدى تأثير خطب الصدر على حكومة "الإطار التنسيقي"، وقال في تغريدة له "هل ستكون النافذة الدينية لمواقف الصدر أكثر إزعاجاً لحكومة الإطار من النافذة السياسية؟".
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في #صلاة_الجمعة بـ #الكوفة.
— مجاهد الطائي (@mujahed_altaee) November 4, 2022
هل ستكون النافذة الدينية لمواقف الصدر أكثر ازعاجا لحكومة الإطار من النافذة السياسية؟ pic.twitter.com/k8s5hms8XQ
ويواجه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني "صخرة كبيرة"، على حد وصف مراقبين، تتمثل بوجود التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، خصوصاً أن الأخير غير راضٍ عن السوداني وحكومته وآلية توزيع الوزارات على الأحزاب وطرق اختيار الوزراء.
وتعد ورقة "الانتخابات المبكرة" الأخيرة التي يحاول "الإطار التنسيقي" تهدئة التيار الصدري بها، مع استمرار ترقّب موقف الصدريين من التطورات السياسية في البلاد وتشكيل الحكومة الجديدة.
ويُعدّ التيار الصدري من أشد المعارضين لحكومة السوداني، وقد عطّل بعد إعلان ترشحه لرئاسة الحكومة عمل البرلمان، عبر اقتحام أنصاره له واعتصامهم فيه لأكثر من شهر، وطالب بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة. وتُعد الانتخابات المبكرة من أبرز مطالب الصدريين لحل الأزمة السياسية طيلة الأشهر الماضية.