أعلن رجل الدين العراقي وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم الجمعة، عن إلغاء قراره بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر أن تجري بعد نحو ستة أسابيع من الآن في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، في مؤشر جديد على أن البلاد ماضية في إجراء الاستحقاق الانتخابي دون أي تأجيل آخر كما روجت قوى سياسية لذلك.
ويعول العراقيون على الانتخابات بنسختها الخامسة منذ الغزو الأميركي للبلاد أن تحمل تغييراً جديداً، خاصة بعد تغيير قانون الانتخابات المعمول به في البلاد، والذي تضمن تقسيم العراق إلى 83 دائرة انتخابية يتنافس عليها ما يزيد عن 3 آلاف و500 مرشح يمثلون أكثر من 200 حزب وكيان سياسي.
وقال الصدر في كلمة له من مدينة النجف جنوبي العراق، إنه تسلم "ورقة إصلاحية من القوى السياسية"، دون أن يكشف عن فحواها لكنها تأكيد لوساطات قادتها كتل سياسية مع أطراف بحزب الله اللبناني وأخرى إيرانية تجاه الصدر.
ولفت إلى أن "الورقة جاءت وفقاً لتطلعاتنا، واقتضت المصلحة أن نخوض الانتخابات، بعزم وإصرار"، ووفقاً لمقتطفات من الكلمة التي نقلتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، فقد أثنى الصدر على جهود رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي السياسية بالقول "أجد نفسي محتاجاً إليكم وشكراً للأخ الكاظمي"، داعياً إلى "وقفة تحت قبة البرلمان لتطبيق بنود الورقة الإصلاحية".
وجاء إعلان الصدر بعد اجتماع له مع نواب وقيادات تحالفه، في منزله بمحافظة النجف (جنوبي العراق).
وكانت مصادر سياسية عراقية، قد أفادت في وقت سابق اليوم بأن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سيبحث، خلال اجتماع بالنجف مع نواب تحالفه، قراره بمقاطعة الانتخابات البرلمانية وإمكانية العدول عنه.
وجرى الاجتماع في ظل إصرار من قبل الحكومة وأغلب القوى السياسية الأخرى على إجراء الانتخابات بموعدها المحدد، في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، رافضين أي توجه نحو التأجيل.
ووفقا لعضو في البرلمان العراقي، فإن "الصدر دعا نواب وقيادات التيار إلى اجتماع في منزله بمنطقة الحنانة بمحافظة النجف (جنوبي العراق) عقد عقب صلاة الجمعة"، مبينا، لـ"العربي الجديد"، أن "أغلب النواب وقيادات التيار توجهوا منذ الصباح إلى النجف لحضور الاجتماع".
وأكد البرلماني نفسه أن "قيادات في التيار الصدري بدأت تتحدث عن محاولات من قبل القوى المناهضة للتيار لاستغلال مقاطعته لتحقيق مكاسب سياسية، كما أن الإصرار على موعد الانتخابات وعدم التوجه للتأجيل دفع الصدر إلى عقد الاجتماع لبحث قرار المشاركة".
وكان النائب عن التيار الصدري، علاء الربيعي، قد أوضح أن "الساعات المقبلة ستشهد إعلان أمر مهم بخصوص مشاركة التيار الصدري في الانتخابات البرلمانية المقبلة"، مؤكدا، في تصريح صحافي، أن "الأمور ماضية باتجاه الحل، وما هي إلا ساعات ويتم الإعلان عنها"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
النائب عن "تحالف الصدر" رياض المسعودي كان قد أعرب في تصريح متلفز عن مخاوفه من أن "أغلب الأحزاب التقليدية تمتلك مقدرات هائلة وكبيرة وطيلة السنوات المنصرمة كانت تشكل قواعد اقتصادية رهيبة، وتمتلك القدرة على الاستحواذ على مقاليد السلطة، ومقاعد نيابية أكبر، وستذهب للحصول على وزارات وهيئات مستقلة ومحافظات"، مؤكدا أن "حزب الدعوة استحوذ على جميع الحكومات السابقة، سواء حكومات الجعفري أو العبادي أو المالكي".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي أعلن، منتصف يوليو/ تموز الماضي، مقاطعته الانتخابات البرلمانية في العراق، وقد رفض خلال الفترة الأخيرة ضغوطا من قبل القوى السياسية والحكومة للعدول عن قراره، مشترطا تأجيل موعد الانتخابات.
ومن المفترض أن يعقد في بغداد، الأسبوع المقبل، اجتماع سياسي موسع يضم قادة القوى السياسية الفاعلة في البلاد، إلى جانب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بغية التوصل إلى قرار حاسم بشأن الجدل الحالي حول إجراء الانتخابات في موعدها من عدمه.