تتعرض المناطق المدنية المأهولة بالسكان في مناطق شمال غربي سورية لقصف يومي متكرر، من قوات النظام والمليشيات الموالية لها، تتخلله غارات جوية تشنها الطائرات الحربية الروسية، وذلك بهدف تهجير السكان وإعادة إخضاع المدنيين لسلطة نظام الأسد.
وتعرضت بلدة تفتناز يوم أمس لقصف صاروخي من قبل قوات النظام تسبب بسقوط قتيل وجرحى. وقال أحد شهود العيان ويدعى محمد إسماعيل لـ"العربي الجديد": "نظام الأسد المجرم لا يستثني من قصفه أيا كان، إن كان مدنياً أو طفلاً أو سيارة أو بيتاً أو مشفى أو مسجداً".
وبحسب قوله فإن منزلاً في البلدة استهدف بصاروخ موجه أدى إلى إصابة طفلتين ومقتل شقيقهما، مشيراً إلى أن المنطقة تتعرّض للقصف بشكل دائم كونها قريبة من نقاط التماس، مضيفاً أن "النظام يستهدفها بالمدفعية والطيران بصواريخ الكورنيت.. نخاف على الأولاد عند ذهابهم للمدارس، كون النظام لا يستثني أحداً من القصف".
ويعيش مؤيد طحان الذي قصد بلدة تفتناز لزيارة أقاربه بعد إجازة من تركيا صدمة في الوقت الحالي بسبب القصف. وقال لـ"العربي الجديد: "كنا في بيت والدي عندما دمرت قذيفة البيت، أما القذيفة الثانية فأصابت بيت أخي، وأحرقت السيارة وأصيبت ابنته واستشهد شخص أيضاً.. بالنسبة لي أتيت زيارة لرؤية والدي وهذا ما حصل. سأعود بكل الأحوال إلى تركيا، لكن لا أعرف أين سيذهب أهلي كون البيت احترق بشكل كامل".
من جانبه، قال الناشط الإعلامي أدهم دشرني لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام استهدفت بلدة تفتناز من الجانب الشرقي بالصواريخ الموجهة، ما أدى إلى إصابة سيارة وبداخلها أطفال، كما قتل شخص كان يحاول إخراج الأطفال من السيارة بعد قصفها.
وأضاف "لا يوجد أمان في المنطقة مطلقاً.. قوات النظام تستهدف أي تجمع للمدنيين وحتى طلاب المدارس، وهذا بشكل شبه يومي، ما حدث هو استهداف لأي تحرك في المنطقة، سواء كان سيارة أو دراجة نارية أو أطفالاً، حتى الأسواق والمساجد في المنطقة هدف لقوات النظام".
وتابع "اليوم في جبل الزاوية رأينا كيف أصيب الأطفال بحالة رعب بسبب سقوط الصواريخ، واستهداف الطائرات الروسية التي تحلق فوقهم.. سقط عدد منهم في الأرض بسبب الخوف ومنهم من هرب".
كما أكد أن المخيمات تشكل هدفاً للنظام بشكل دائم، قائلاً "أي تجمع للمدنيين خارج سيطرة النظام هو هدف.. مع بدء القصف يختبئ الأهالي ومن ثم يعودون لحياتهم اليومية".
ووفق تقرير للدفاع المدني السوري صدر يوم أمس الثلاثاء فإنه "منذ بداية العام الحالي حتى يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول استجابت فرق الدفاع المدني الَسوري لـ 13 هجوماً بالصواريخ الموجهة من قبل قوات النظام، تسببت بمقتل 3 مدنيين وإصابة 11 مدنيًا آخر بينهم طفل".
وبلغت حصيلة الاستهدافات بالصواريخ الموجهة من قبل قوات النظام العام الماضي 27 استهدافاً للمدنيين في مناطق شمال غربي سورية، وأدت لمقتل 10 مدنيين بينهم طفل وامرأة، وإصابة 36 آخرين بينهم 11 طفلاً و3 نساء.