اتهمت الحكومة الصومالية، اليوم الأحد، الإمارات بالتدخل في شؤونها الداخلية، وأنها تريد أن يصبح الصومال مثل اليمن وليبيا.
ويأتي هذا بعد يوم فقط من بيان للخارجية الإماراتية، دعت فيه إلى الحوار لحلّ الخلافات السياسية بين الحكومة الصومالية والمعارضة السياسية، لكن البيان تضمّن كلمة "الحكومة الفيدرالية الموقتة"، الأمر الذي أثار غضب الحكومة الصومالية.
وأعرب وزير الإعلام الصومالي، عثمان دبي، في مؤتمر صحافي صباح اليوم الأحد، عن حزنه العميق تجاه بيان وزارة الخارجية الإماراتية، مشيراً إلى أنه يكشف عن عدم اعتراف أبوظبي بالحكومة الصومالية الفيدرالية.
وأوضح أن المجتمع الصومالي يقظ تجاه هذه المؤامرات الكيدية لإيقاعه في مربع الفوضى مجدداً، مثل اليمن وليبيا، وأنه جرّب حالة الفشل السياسي والأمني منذ عقود.
وأشار عثمان دبي إلى أن قيادات الإمارات كانت وراء الأزمات السياسية والأمنية التي عاشت فيها الصومال، وأن تدخلاتها كانت سبباً في عرقلة جهود بناء الصومال، وأن مؤامرتها مخالفة للقانون الدولي، وسنعرض الوثائق التي تثبت ذلك في وقتها المناسب، وفق قوله.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الصومالية، في بيان، إنه على الرغم من استعداد الحكومة ورؤساء الأقاليم الفيدرالية لمعالجة المسائل الخلافية، "ظلّ تأثير قوى خارجية عقبة أمام انتهاء الأزمة" التي قد تمهّد الطريق لإجراء الانتخابات.
وأبدى البيان تفهّمه للقلق الذي أبدته الدول الشقيقة والهيئات الإقليمية حول "الجمود السياسي" في ما يتعلق بإجراء الانتخابات.
وبحسب البيان، فإن الحكومة الصومالية توافق على ضرورة الانتهاء من القضايا الخلافية، عبر الحوار. وأشار إلى أن الحكومة الصومالية كانت تسعى إلى تطبيق نموذج انتخابي (صوت واحد لشخص واحد) من أجل تمكين الشعب من التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، إلا أن هذا النموذج لم يتحقق نتيجة اعتراض بعض رؤساء الأقاليم الفيدرالية عليه. ومن أجل الوصول إلى اتفاق شامل، وافقت الحكومة على اقتراح بديل بشأن تطبيق نموذج انتخابات (غير مباشرة).
وتعليقاً على تصعيد المواجهات المسلّحة الأخيرة، عبّر البيان عن أسفه لمحاولة كتلة المرشحين في سباق الرئاسة تنظيم تظاهرات "غير مشروعة" عشية إجراء المفاوضات بين الحكومة ورؤساء الأقاليم الفيدرالية في العاصمة مقديشو (كانت مقررة السبت).
وأشار البيان إلى أن الصومال "يشجب ويحذّر من بعض المعلومات المضلّلة وتصريحات غير مبنية على الحقائق قد تدعم أحياناً التمرّد من قبل جهات مشهورة بأعمالها غير الرسمية في المنطقة"، من دون الإفصاح عن الجهة المراد بها.
وشهدت مقديشو، الجمعة، مواجهات مسلّحة بين القوات الحكومية وقوات موالية لكتلة المرشحين في سباق الرئاسة (تتألف من 14 مرشحاً رئاسياً)، إثر محاولة بعض المرشحين التوجه إلى ساحة "الجندي المجهول"، التي كان من المقرَّر عقد مظاهرات فيها في اليوم ذاته.
وتقول الكتلة إن هدفها "التصدي لممارسات الحكومة" في ما يتعلق بالانتخابات، بخصوص طريقة إجرائها واللجان الموكلة إليها إدارة السباق، ومن أبرز أعضائها الرئيس السابق حسن شيخ محمود.
وتسود الصومال حالة من الاحتقان السياسي، نتيجة خلافات بين الحكومة من جهة، ورؤساء الأقاليم والمعارضة من جهة أخرى، حول بعض التفاصيل المتعلقة بآلية إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وأدت تلك الخلافات إلى تأجيل الانتخابات أكثر من مرة، من دون تحديد موعد واضح لها، على الرغم من عقد عدة جولات حوارية، كان آخرها أوائل الشهر الجاري.