الصين تجري تدريبات بالذخيرة الحية في مضيق تايوان

22 أكتوبر 2024
جنود تايوانيون على متن مركبة برمائية يجرون تدريبات، 22 يوليو 2024 (دانييل سينج/الأناضول)
+ الخط -

بدأت الصين، صباح اليوم الثلاثاء، تدريبات بالذخيرة الحية في مضيق تايوان، وذلك بعد يومين فقط من إبحار سفن حربية أميركية وكندية عبر الممر المائي في المنطقة. وقالت وسائل إعلام حكومية إن التدريبات ستنطلق قبالة ساحل مقاطعة فوجيان في جنوب شرق البلاد بالقرب من جزيرة نيوشان (ابتداء من الساعة التاسعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي)، وتبعد الجزيرة مسافة 165 كم فقط عن تايبيه عاصمة تايوان. وتأتي التدريبات أيضاً في أعقاب مناورات عسكرية مماثلة أجرتها بكين قبل أسبوع في المنطقة.

وكان الأسطول السابع للبحرية الأميركية قد أعلن، يوم الأحد الماضي، عن عبور السفن الحربية الأميركية والكندية لمضيق تايوان، وقال إن هذه الخطوة هي عبور روتيني عبر المياه حيث تنطبق حرية الملاحة والتحليق في أعالي البحار. ورداً على ذلك، قالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية الصينية إن رحلة السفن الحربية الأميركية والكندية عبر مضيق تايوان أرسلت إشارة خاطئة إلى الانفصاليين في الجزيرة، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تحشد دولاً مثل كندا وأستراليا ونيوزيلندا لإجراء عمليات عبور في مضيق تايوان وتضخيم مثل هذه الأحداث في محاولة لإظهار أن ما يسمى باستراتيجيتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ قد اكتسبت دعم العديد من البلدان.

وأضافت الصحيفة أن الغاية من عبور السفن الحربية الأميركية والكندية لمضيق تايوان هي بوضوح تقديم الدعم للانفصاليين المطالبين باستقلال تايوان وإثارة المتاعب، وتصعيد التوترات في المنطقة من أجل تحقيق هدف الولايات المتحدة المتمثل في احتواء الصين، ولفتت إلى أن قيادة جيش التحرير الشعبي الصيني نشرت قواتها البحرية والجوية لإجراء عمليات التتبع والمراقبة، وقالت إن هذا يعني أن جيش التحرير الشعبي نشر على الأرجح طائرات عسكرية وسفن بحرية لمراقبة ومرافقة السفن الحربية الأجنبية.

ونقلت الصحيفة الصينية عن المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني لي شي قوله، أمس الاثنين، إن "المدمرة الأميركية يو إس إس هيجينز، والفرقاطة الكندية إتش إم سي إس فانكوفر، قامتا بعبور مضيق تايوان، يوم الأحد، وروجتا للحدث علناً"، مشيراً إلى أن الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة وكندا أزّمت الوضع وقوّضت السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وأكد أن قوات جيش التحرير الشعبي تحافظ على مستوى عالٍ من اليقظة في جميع الأوقات لحماية السيادة الوطنية والأمن وكذلك السلام والاستقرار في المنطقة.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في إفادة صحافية، الاثنين، إن "تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وإن قضية تايوان لا تتعلق بحرية الملاحة بل تتعلق بسيادة الصين وسلامة أراضيها". وأضاف: "إننا نعارض بشدة أي عمل استفزازي تحت ذريعة حرية الملاحة يهدد سيادة الصين وأمنها".

ولطالما حذّرت الصين مراراً من التدخل الأميركي في جزيرة تايوان التي لا تعترف معظم دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، بها دولةً مستقلة. ومع ذلك، عارضت واشنطن سابقاً أي تغيير أحادي الجانب في الوضع الراهن وأبدت التزامها بالدفاع عن الجزيرة، إذ تعتبر الولايات المتحدة المورد الرئيسي للأسلحة لتايوان.

وكان الجيش الصيني قد أطلق في أغسطس/آب 2022 مناورة كبيرة غير مسبوقة بالذخيرة الحية في محيط الجزيرة بعدما قامت رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي بزيارة تايبيه. وبعد ذلك، أُجري تدريب مماثل في إبريل/نيسان 2023 عندما التقت رئيسة تايوان آنذاك تساي إنغ وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي آنذاك كيفن مكارثي أثناء توقفها في الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، كثفت بكين الضغط العسكري على الجزيرة مع تدهور العلاقات عبر المضيق في عهد الرئيسة السابقة تساي إنغ وين.

المساهمون