الصين والجزائر تتفقان على تعزيز التعاون الأمني والدفاعي... توقيع 19 اتفاقية خلال زيارة تبون
وقعت الصين والجزائر، اليوم الثلاثاء، على 19 اتفاقية تشمل التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن والدفاع الوطني، بمناسبة الزيارة التي يجريها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى بكين منذ أمس الاثنين، والتي تستمر حتى الجمعة، بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وذكر بيان مشترك، صدر عقب التوقع على الاتفاقيات، أن الصين رحبت بالمساعي لانضمام الجزائر إلى مجموعة "بريكس"، وقالت إنها تدعم جهود الجزائر لتحقيق هذا الهدف.
ونصّ البيان المشترك على أن الجانبين اتفقا على "توثيق التعاون السياسي والأمني، وتكثيف التعاون لتحقيق المصالح المشتركة، وتطوير التعاون في المجالات السياسية والأمنية والدفاعية، وتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ومواصلة الدعم الثابت لمصالحهما الجوهرية، ومساندة كل جانب الجانب الآخر في الحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه".
وأكد البيان المشترك أن "الصين تعلن عن دعمها جهود الجزائر الرامية إلى صيانة أمنها القومي واستقرارها"، فيما شدد الجانب الجزائري على "الالتزام بمبدأ الصين الواحدة، وعلى أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ومعارضة استقلال تايوان بأي شكل من الأشكال، ودعم الموقف الصيني في المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان وشينغ يانغ وهونغ كونغ والتبت وغيرها، ومعارضة محاولات تسييس قضية حقوق الإنسان أو استعمالها وسيلة ضغط في العلاقات الدولية، وبذل جهود مشتركة في الدفاع عن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
ووجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون دعوة لنظيره الصيني لزيارة الجزائر، على أن يجري تحديد تاريخ هذه الزيارة بالاتفاق بين الجانبين في وقت لاحق.
وفيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، دعا الجانبان إلى "تسوية الخلافات بالوسائل السلمية عبر الحوار والتفاوض، وتوافقت الصين والجزائر على ضرورة حل القضية الفلسطينية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية التي تكرّس حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأكدا دعمهما مساعي دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة، وإيجاد حلول سياسية وسلمية للقضايا الساخنة وللأزمات الأخرى بالمنطقة العربية، وخاصة في كل من سورية وليبيا واليمن والسودان، وذلك عبر الحوار، واحترام سيادة دول المنطقة".
وقال الرئيس تبون إن "زيارتي إلى الصين تأتي بعد توقيع بلدينا على اتفاقيات مهمة تؤطر علاقاتنا التاريخية"، في إشارة إلى الخطة الخماسية المشتركة الموقعة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتي سبقها انضمام الجزائر إلى مبادرة الحزام والطريق عام 2018، واتفاق الشراكة الاستراتيجية الموقع عام 2014.
وثمن تبون الدعم الصيني لطلب الجزائر الانضمام إلى منظمة "بريكس" ومنظمة شنغهاي، حيث كانت الجزائر قد تقدمت بطلب الانضمام قبل أشهر، قبل قمة "بريكس" التي تحتضنها جنوب أفريقيا منتصف أغسطس /آب المقبل.
من جهته، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ حرص بلاده على "مواصلة تعزيز علاقات الصداقة مع الجزائر".
وأُقيمت قبل ذلك مراسم حفل استقبال للرئيس تبون، ومحادثات منفردة بين الرئيسين توسعت لاحقاً إلى وفدي البلدين.
وأشرف الرئيسان الجزائري والصيني على مراسم التوقيع على وثيقة لإنشاء فريق العمل للتعاون الاستثماري والاقتصادي، واتفاق حول التعاون التجاري، واتفاق في مجال الطاقة والطاقات المتجددة والهيدروجين، واتفاق في قطاع النقل بالسكك الحديدية ومذكرة تفاهم حول إنشاء مركز لتحويل التكنولوجيا، إضافة إلى عدد من مذكرات التفاهم.
ومن شأن هذه الزيارة، التي تعد الأولى لرئيس جزائري منذ عام 2008، أن تشكل دفعاً جديداً للعلاقات الجزائرية الصينية، خاصة في المجالات الاقتصادية والتعاون في القطاعات الحيوية التي تستهدف الجزائر تنشيطها للانتقال بالاقتصاد المحلي من اقتصاد يعتمد على المحروقات إلى اقتصاد متعدد.
وانتقل حجم المعاملات التجارية بين الصين والجزائر، من مليار دولار عام 2003 إلى أكثر من تسعة مليارات دولار بحلول عام 2020.