كشفت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد"، أن الضغوط المصرية بشأن ليبيا أتت ثمارها أخيراً، عبر بدء تفعيل اتفاقات متعلقة بإدخال العمالة المصرية إلى ليبيا، بأعداد كبيرة خلال الأيام الماضية، وعبر تفعيل مذكرات تفاهم بشأن القوى العاملة. ونوهّت إلى أن نحو ثلاثة آلاف عامل مصري وصلوا الشهر الماضي إلى مناطق خاضعة لسيطرة حكومة الوحدة. وأضافت أن الضغوط المصرية على حكومة الوحدة وتركيا، من خلال التركيز على المطالبات المتكررة بسحب المرتزقة والقوات التركية من ليبيا، ساهمت أيضاً في تفعيل مذكرة تفاهم مصرية خاصة، عبر إدخال شركات مقاولات مصرية، على رأسها "المقاولون العرب" و"حسن علام" و"وادي النيل"، لتنفيذ عدد من مشاريع البنية التحتية والطرق.
ستبدأ الشركات المصرية دخول السوق الليبي في سبتمبر المقبل
وأكدت المصادر أن شهر سبتمبر/أيلول المقبل، سيشهد أول دخول للشركات المصرية إلى ليبيا، كاشفة أن الفترة الحالية تشهد نشاطاً أمنياً واستخباراتياً مصرياً في عدد من المناطق الليبية، بهدف مراجعة الأوضاع الأمنية، وتأمين المواقع المرتقب وصول الشركات والعمالة المصرية إليها. وشدّدت على تعويل القاهرة على هذا التعاون من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية وتخفيض معدلات البطالة، لافتة إلى أن مصر تستهدف إرسال أربعة ملايين عامل إلى ليبيا والعراق للمشاركة في عمليات إعادة الإعمار.
وبحسب المصادر، فإن عدداً من العناصر الأمنية المصرية وصل أخيراً إلى العاصمة الليبية طرابلس، بعد اجتماع على مستوى أمني استضافته القاهرة، وشارك فيه أفرد من جهاز المخابرات الليبي، وباشرت عملية جمع المعلومات بشأن الأوضاع الأمنية في العاصمة وعدد من مدن الغرب الليبي، على رأسها بني وليد وترهونة، تمهيداً لوصول الشركات المصرية إلى هناك.
وكانت مصر قد وقعت مع حكومة الوحدة، 11 اتفاقاً للتعاون في مجالات البنية التحتية والصحة والكهرباء والعمالة المصرية والنقل والمواصلات، على هامش زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى ليبيا في إبريل/نيسان الماضي، بعد نحو شهرين من زيارة رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة إلى القاهرة، في فبراير/شباط الماضي. وشملت وثائق التعاون أيضاً، التوقيع على ثلاث اتفاقيات في مجال تطوير الكهرباء، إلى جانب التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الربط الدولي للاتصالات، ومذكرة تفاهم بشأن رفع السعات الدولية في منظومة الألياف البصرية، ومذكرة تفاهم في مجالات التدريب التقني وبناء القدرات.
مصر لا تتقبل بدرجة كبيرة عملية المماطلة في تمرير الميزانية الجديدة
في المقابل، طالب الدبيبة، في اتصالات غير معلنة مع المسؤولين في مصر، بالتدخل لدى رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، بهدف المساهمة في إرساء دعائم الاتفاق الدولي، الخاص بإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، والمساهمة في تمرير الميزانية الجديدة المعلّقة في مجلس النواب.
وبحسب المصادر فإن "مصر لا تتقبل بدرجة كبيرة عملية المماطلة في تمرير الميزانية الجديدة، وتوجّه الدعم الكامل لحكومة الدبيية، لكون ذلك يدفع في اتجاه ارتماء حفتر بدرجة أكبر في أحضان روسيا، التي تفرض سيطرتها عليه بشكل كبير بسبب تواجد مرتزقة فاغنر المدعومة بسلاح الجو الروسي". وأن "تلك المماطلة تسهم في عودة الدور الإماراتي الفاعل في المشهد الليبي، وهو ما لا تتقبله القاهرة في الوقت الراهن".