الطائرات الشراعية أداة هجومية مفاجئة لدى المقاومة الفلسطينية: كيف أفلتت من القبة الحديدية؟
شكل استخدام "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، للطائرات الشراعية في هجومها الواسع الذي شنته فجر السبت، تحت اسم "طوفان الأقصى"، مفاجأة كبيرة. الهجوم استهدف بشكل أساسي منطقة "غلاف غزة"، التي تقع جنوب غرب إسرائيل متاخمةً الحدود مع قطاع غزة.
واستخدمت "كتائب القسام" الطائرات الشراعية لتنفيذ عمليات إنزال خلف خطوط جيش الاحتلال داخل "غلاف غزة".
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها المقاومة الفلسطينية الطائرات الشراعية في هجماتها ضد إسرائيل. ففي 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 1987، تمكن مقاتلان من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" من الإقلاع من لبنان بواسطة طائرتين شراعيتين والهبوط في محيط أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية شمالي فلسطين، حيث قاموا بمهاجمته ما أدى إلى مقتل ستة جنود إسرائيليين وإصابة آخرين.
أمس السبت، أعلنت "كتائب القسام" عن وحدة الطائرات الشراعية التابعة لها، والتي أطلقت عليها اسم "وحدة الصقور الجوية". وفي فيديو نشرته الكتائب، قدّمت مشاهد توثق عمليات إقلاع الطائرات في طريقها لتنفيذ عمليات الإنزال خلال العملية.
ويعزى فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض الطائرات الشراعية قبل وصولها إلى أهدافها إلى حقيقة أنّ منظومات الدفاع الجوية، وتحديداً "القبة الحديدية" التي تتركز بطارياتها في محيط القطاع، غير مؤهلة لإسقاط هذه الطائرات لأنها تحلّق على ارتفاعات منخفضة.
فإن كانت منظومات "القبة الحديدية" تعجز عن اعتراض الطائرات المسيّرة التي تطلقها حركة حماس وحزب الله اللبناني، بسبب انخفاض مستوى التحليق، ما يستدعي تدخل سلاح الجو الإسرائيلي أو منظومات دفاع جوي أكثر تطوراً، مثل "حيتس"، فإنّ الطائرات الشراعية تحلّق على ارتفاع مخفض أكثر من المسيّرات.
في الوقت ذاته، أقلعت هذه الطائرات بعد أن أطلقت "كتائب القسام" بكثافة عدداً كبيراً من الصواريخ صوب المستوطنات، ما زاد من حجم الأعباء على منظومة "القبة الحديدية" وقلّص بالتالي من قدرتها على التعرّض للطائرات الشراعية.
وقد جاء استخدام الطائرات الشراعية في تنفيذ عمليات التسلل بديلاً عن الأنفاق الهجومية التي حفرتها "كتائب القسام"، والتي وظفتها خلال حرب 2014 على نطاق واسع في تنفيذ عمليات تسلل إلى العمق الإسرائيلي.
وقد تمكنت إسرائيل تقريباً من القضاء على خطر الأنفاق الهجومية بعدما دشنت، قبل أربع سنوات، منظومة عوائق مادية على طول الحدود، كلّفت الخزانة الإسرائيلية عدة مليارات من الدولارات.
ويدلّ استخدام "كتائب القسام" الطائرات الشراعية على فشل استخباري إسرائيلي كبير، حيث إنّ جميع التقديرات التي قدمتها الاستخبارات الإسرائيلية والمتعلقة بإمكانيات حركة حماس قبل تنفيذ هجوم، أمس السبت، لم تشر إلى تحدي الطائرات الشراعية.
إلى جانب ذلك، فإنّ نجاح "كتائب القسام" في تنفيذ عمليات إنزال بحري عبر قوارب شكّل أيضاً مفاجئة كبيرة. فعلى الرغم من أنّ وحدة "الكوماندو البحرية" التابعة لـ"كتائب القسام" نفذت عملية إنزال بحري في حرب 2014 عبر "الضفادع البشرية"، إلا أنّ المؤسسة العسكرية أعلنت بعد انتهاء الحرب تطوير منظومات تكنولوجية دفاعية تمنح إنذارات حول عمليات التسلل تحت الماء.
وقد كانت المفاجأة أنّ "كتائب القسام" تمكّنت من التسلل عبر قوارب تحرّكت فوق الماء، ما كان يفترض أن يتم رصدها من قبل قطع سلاح البحرية الإسرائيلية التي تتمركز قبالة ساحل غزة على مدى 24 ساعة في اليوم.