قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إن الوجود الروسي في جنوب سورية كان يشكل مصدرا للتهدئة، مبينا أن "هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم"، مبديا تأسفه على "تصعيد محتمل للمشكلات" على الحدود بين الأردن وسورية.
وجاءت تصريحات العاهل الأردني في مقابلة أجراها أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، الأسبوع الماضي، مع الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر، ضمن البرنامج العسكري المتخصص (Battlegrounds)، الذي ينتجه معهد هوفر في جامعة ستانفورد. وتم بث المقابلة، اليوم الأربعاء، ونشرها الموقع الرسمي للديوان الملكي الأردني.
وفي معرض رده على سؤال بخصوص طريقة التعامل مع إيران، تطرّق العاهل الأردني إلى جهود بعض الدول العربية في التواصل مع طهران، قائلا "نحن بالطبع نريد أن يكون الجميع جزءا من انطلاقة جديدة للشرق الأوسط والتقدم للأمام، لكن لدينا تحديات أمنية".
أما بخصوص العنف والحروب في المنطقة، فقال إن الجميع في الإقليم حالياً يسعون للنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب للمضي قدماً، مشيراً إلى التحديات التي يواجهها اليمن، والقلق بشأن الكارثة الإنسانية في لبنان.
جلالة الملك عبدالله الثاني أجرى، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي، مقابلة مع الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر ضمن البرنامج العسكري المتخصص (Battlegrounds) الذي ينتجه معهد هوفر في جامعة ستانفورد الأمريكية #الأردن
— RHC (@RHCJO) May 18, 2022
تفاصيل:https://t.co/vgSGrJJ3Sf
وبحسب العاهل الأردني، فإنه وبعد عامين من انتشار فيروس كورونا عاد تنظيم "داعش" الإرهابي للظهور، سواء أكان ذلك في سورية أو العراق، أو في أفريقيا، معتبراً أن زيارته إلى الولايات المتحدة من أجل التنسيق مع الأصدقاء، ومناقشة ما يمكن القيام به من الناحية التكتيكية والاستراتيجية لما تبقى من عام 2022.
وحول رؤيته لمستقبل العمل العربي المشترك ودور الأردن في المنطقة، وجهود محاربة الإرهاب، شدد على أنه لطالما كان هناك عمل عربي مشترك، وتنسيق ضد تهديد "داعش" وأماكن تواجده في المنطقة.
وأشار إلى أنه تم البحث مع قادة عرب، أهمية إيجاد الحلول الذاتية للمشاكل التي يعاني منها الإقليم وتحمّل عبئها الثقيل، بدلا من الذهاب إلى الولايات المتحدة لحل القضايا العالقة، لافتاً إلى أن اجتماعات عُقدت خلال الشهور الماضية لبحث كيفية رسم رؤية جديدة للمنطقة.
وأضاف قائلا "لذلك سترى الأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق ومصر وبعض دول الخليج الأخرى تجتمع وتنسق مع بعضها، للتواصل ورسم رؤية لشعوبها" قبل طلب أي مساعدة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشار العاهل الأردني إلى حديثه المستمر مع الرؤساء الأميركيين، وتأكيداته بأن تجاهل الشرق الأوسط "سيعود عليكم بمخاطر أكبر إذا لم تكونوا حريصين".
وشدد على أنه لا بديل عن حل القضية الفلسطينية، قائلاً "مهما أقيمت علاقات بين الدول العربية وإسرائيل، إذا لم تحل القضية الفلسطينية، فهذا من منظورنا كمن يخطو خطوتين للأمام وخطوتين للخلف".
وبحث العاهل الأردني، خلال لقاء قمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، في البيت الأبيض، الجمعة الماضية، آخر التطورات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وقال البيت الأبيض، في بيان بعد الاجتماع، إنّ بايدن أكد "دعمه القوي لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وأشار إلى الحاجة للحفاظ على الوضع القائم التاريخي في الحرم الشريف/ جبل الهيكل"، مشيراً إلى اسم الموقع المقدس المستخدم بين كل من المسلمين واليهود على الترتيب.