جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة، التأكيد على "الموقف الثابت والذي لا يتغير للمملكة المغربية بخصوص القضية الفلسطينية، وكذا الدور الرائد للمملكة من أجل النهوض بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وجاء ذلك خلال مباحثات هاتفية جمعت العاهل المغربي، مساء الجمعة، برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بعد 3 أيام على تفعيل قرار استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب.
وكشف بيان للديوان الملكي أنّ العاهل المغربي نوه، خلال المباحثات مع نتنياهو، بإعادة تفعيل آليات التعاون بين المغرب وإسرائيل، واستئناف الاتصالات بشكل منتظم، في إطار علاقات دبلوماسية "سلمية وودية"، مذكّراً بـ"الأواصر المتينة والخاصة التي تربط الجالية اليهودية من أصل مغربي بالملكية المغربية".
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي "عزمه على تنفيذ جميع الالتزامات التي تم التعهد بها، وذلك وفق جدول زمني محدد لتفعيلها"، وفق البيان.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "13" أن نتنياهو دعا محمد السادس إلى زيارة إسرائيل، مؤكدا "هناك حماس كبير في إسرائيل لإنجاز السلام بين الدولتين".
وفي المقابل، عبّر العاهل المغربي لنتنياهو عن علاقته "الجريئة والدافئة مع اليهود المغاربة ومع الإسرائيليين الذين هاجروا من المغرب"، بحسب ما نقلت القناة.
ويأتي الاتصال الهاتفي بين الملك المغربي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بعد يومين من توجيه العاهل المغربي رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، جدد فيها التأكيد على "ثبات الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطينية، تأسيساً على حل الدولتين المتوافق عليه دولياً، وعلى التشبث بالمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، سبيلاً وحيداً للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل".
وقال العاهل المغربي، في رسالة، إنّ "المغرب يضع دائماً القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وإن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبداً، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة"، مشدداً على أنه سيواصل "انخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط".
كما أكد أنه سيواصل الدفاع عن الوضع الخاص لمدينة القدس، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة وحرمة المسجد الأقصى.
وفي هذا السياق، كشف العاهل المغربي أنه سيتم قريباً دعوة لجنة القدس إلى الاجتماع في دورتها الواحدة والعشرين، في المملكة المغربية، للانكباب على دراسة السبل الكفيلة بتعزيز الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف، والإسهام في صيانة حرمة معالمها التاريخية والحضارية ورمزيتها الروحية وهويتها الدينية.
كما سيتم في الفترة المقبلة "تحيين هياكل وكالة بيت مال القدس الشريف، وذلك في أفق إعطائها نفساً جديداً يمكنها من مواصلة إنجاز خطط وبرامج ملموسة، صحية وتعليمية والسكن، وكل ما يرتبط بالميدان الاجتماعي لفائدة الساكنة الفلسطينية بمدينة القدس".
والثلاثاء الماضي، وقّع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، ومستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات، خلال زيارة وفد أميركي- إسرائيلي إلى الرباط، اتفاق الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة بين المسؤولين الإسرائيليين ونظرائهم المغاربة، وإقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة، وإعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب.
كما أعرب المغرب وإسرائيل، عن "عزمهما الترخيص للرحلات الجوية المباشرة بين المغرب وإسرائيل، بما في ذلك بواسطة شركات الطيران الإسرائيلية والمغربية، مع تخويل حقوق استعمال المجال الجوي، وتشجيع تعاون اقتصادي دينامي وخلاق؛ ومواصلة التعاون في مجالات التجارة؛ والمالية والاستثمار؛ والابتكار والتكنولوجيا؛ والطيران المدني؛ والتأشيرات والخدمات القنصلية؛ والسياحة؛ والماء والفلاحة والأمن الغذائي؛ والتنمية؛ والطاقة والمواصلات السلكية واللاسلكية؛ وغيرها من القطاعات وفق ما سيتم الاتفاق بشأنه".