عثر الأهالي، اليوم الجمعة، على جثث لعناصر يتبعون لعصابة راجي فلحوط، العامل لصالح فرع "الأمن العسكري" التابع للنظام السوري، مرميةً عند دوار المشنقة، وسط مدينة السويداء (جنوب شرقي سورية)، بعدما تم توقيفهم من قبل الفصائل المحلية و"حركة رجال الكرامة" خلال الأيام الماضية، أثناء هجومها وسيطرتها على مقرات فلحوط وقتل وجرح وأسر عدة عناصر من مجموعاته المُسلحة في منطقة شهبا وبلدة عتيل بالريف الشمالي من محافظة السويداء.
وتمكنت الفصائل المحلية، الأربعاء، من القضاء على عصابة راجي فلحوط، فيما تمكن الأخير من الفرار عقب مقتل واستسلام أغلب أفراد مجموعته المسلحة بعد اشتباكات مسلحة بدأت ظهيرة الثلاثاء.
وبدأ التوتر السبت الماضي بعد مداهمة مجموعة فلحوط متجراً في مدينة شهبا، واختطاف الشاب جاد حسن الطويل، بذريعة تلقيه تمويلاً من الخارج.
وفور وصول نبأ اختطافه، اجتمع العشرات من عائلة الطويل، التي تعد أكبر عائلات مدينة شهبا وريف السويداء الشمالي، وقرروا إغلاق طريق دمشق السويداء، واحتجاز ضباط من قوات النظام، للضغط على فلحوط، الذي ردّ بعمليات خطف عشوائية للمدنيين من أهالي شهبا، ومن عائلة الطويل.
وقال الناشط ومسؤول التحرير في موقع "السويداء 24" ريان معروف، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "صباح اليوم الجمعة سمع إطلاق نار وسط مدينة السويداء، وتبين وجود ست جثث مكومة فوق بعضها، جميعها تعود للأسرى الذين اعتقلتهم الفصائل المحلية من مليشيا راجي فلحوط خلال المواجهات معها في الأيام الماضية"، مضيفاً أنه "تم نقل الجثث إلى المشفى الوطني، وليست واضحة حتى الآن الجهة التي أقدمت على إعدامهم".
وأوضح معروف، نقلا عن مصادر طبية، أنهم "جميعاً قتلوا إثر تعرضهم لإطلاق نار من مسافة قريبة، إذ يبدو أنه تمت تصفيتهم دفعة واحدة، وإلقاء جثثهم عند دوار المشنقة، وسط مدينة السويداء".
وأشار المتحدث ذاته إلى أن "حركة رجال الكرامة" نفت تصفيتهم، كما نفى آل الطويل مسؤوليتهم عن ذلك، مبرزا أن "أحد الأسرى المقتولين ظهر قبل أيام في فيديو على صفحة قوة مكافحة الإرهاب التابع لحزب اللواء السوري، ولم يصدر أي توضيح عن الأخير حتى الآن".
وأكد معروف أن "الفصائل المحلية وحركة رجال الكرامة لا تزال حتى اللحظة تواصل عمليات الدهم والاعتقالات ضد من تصفهم بفلول عصابة الإرهابي راجي فلحوط"، لافتاً إلى أن "النظام السوري لم يصدر أي موقف حتى الآن، ولا أي ردة فعل حول الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء".
وكان موقع "السويداء 24" قد أشار، أمس الخميس، إلى أن "حركة رجال الكرامة" سلمت جميع الأسرى الذين قبضت عليهم من أفراد عصابة راجي فلحوط إلى شباب آل الطويل في مدينة شهبا، مشدداً على أن "آل الطويل سارعوا، اليوم الجمعة، في مدينة شهبا لنفي مسؤوليتهم عن قتل الأسرى"، نافياً "جميع ما يشاع عن إلقاء القبض على راجي فلحوط أو تهريبه".
وكانت "حركة رجال الكرامة" قد أكدت في بيانٍ لها، ليل الخميس، "استمرار عمليات مداهمة أوكار فلول العصابات الإرهابية في بلدة عتيل، وذلك استكمالاً للعمليات العسكرية لاجتثاث العصابات الإرهابية التي امتهنت صناعة الحبوب المخدرة".
وحذرت الحركة "من إيواء أو التستر على أحد أفراد تلك العصابات"، معتبرةً أن "من يأوي أو يتستر عليهم هو شريك لهم"، مطالبةً أهالي بلدة عتيل بـ"ضرورة التعاون مع عناصر الحركة والابتعاد عن الأماكن العالية والنوافذ".
وأسفرت الاشتباكات بين الفصائل المحلية وعصابة راجي فلحوط، خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في بلدتي عتيل وسليم، عن مقتل 17 شخصاً وجرح 35 آخرين، من بين القتلى 12 عنصراً من عصابات فلحوط، بالإضافة إلى خمسة أشخاص يتبعون للفصائل المحلية قُتلوا بنيران العصابة، وفق موقع "السويداء 24".