وجه "الإطار التنسيقي" في العراق، ليل الجمعة- السبت، دعوة للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر لتشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى التي يمنحها الدستور حق ترشيح رئيس الوزراء الجديد، وذلك قبل أقل من 48 ساعة على موعد انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد.
وقال "الإطار التنسيقي"، في بيان عقب اجتماع لقياداته عُقد في بغداد إن "اجتماعه ناقش قضية الكتلة الكبرى ومسار الجلسة الأولى"، معبراً عن حرصه على الالتزام بالسياقات القانونية.
وتابع "نجدد دعوتنا لجميع نواب المكون الاجتماعي الأكبر وبالخصوص الإخوة في الكتلة الصدرية لتشكيل الكتلة الأكثر عدداً للمحافظة على هذا الاستحقاق الدستوري واستقرار العملية السياسية"، موجهاً الشكر لـ"جميع القوى الوطنية التي حرصت على دعم التفاهمات وعدم المساهمة في تأزيم الموقف".
وأكدت مصادر سياسية مقربة من "الإطار التنسيقي" لـ"العربي الجديد" أن الاجتماع الذي عقد في منزل رئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي ناقش الاستعدادات للجلسة الأولى للبرلمان المقرر أن تنعقد الأحد، موضحة أن أطراف الإطار عبرت عن رغبتها في التفاهم مع الصدريين، لتجنب الذهاب إلى جلسة البرلمان الأولى بشكل منفرد.
ويضم "الإطار التنسيقي" قوى سياسية جمعت نحو 70 مقعداً، أبرزها "ائتلاف دولة القانون" بزعامة المالكي، وتحالف "الفتح" برئاسة هادي العامري. واتخذ الإطار منذ إعلان نتائج الانتخابات التي جرت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي مواقف مناوئة لـ "الكتلة الصدرية" التي تصدرت النتائج بـ 74 مقعداً.
في غضون ذلك، أجرى الوفد الكردي، الذي وصل إلى العاصمة بغداد في وقت سابق الخميس، لقاءات عدة مع القوى الفائزة في الانتخابات، أبرزها لقاء مع التيار الصدري نتجت عنه تفاهمات لإدارة المرحلة المقبلة.
وقال القيادي في التيار الصدري نصار الربيعي، خلال مؤتمر صحافي عقده عقب الاجتماع: "استقبلنا الوفد الكردي المشترك للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني"، مضيفاً "كانت المواقف موحدة بشأن جلسة البرلمان الأحد المقبل، وكذلك فيما يخص تشكيل الحكومة".
من جانبه، أكد القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" هوشيار زيباري أن اللقاء مع الصدريين كان صريحاً وواضحاً، مبيناً أنه تطرق إلى استحقاقات ما بعد الانتخابات.
وأضاف "أمامنا استحقاق وطني يوم الأحد، والجميع مطالب بالاستفادة من هذه الفرصة، من أجل تثبيت الديمقراطية"، مشيراً إلى أن التفاهمات التي سيجري على أساسها توزيع الاستحقاقات ستحدد مصير البلاد في المرحلة المقبلة.
إلى ذلك، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى تغليب الإرادة الوطنية على الضغوط الخارجية، قائلاً، في بيان، إن "إرادة الشعب الحر فوق كل الضغوط الغربية والشرقية".
وتابع أن "إرادة الشعب هي حكومة أغلبية وطنية، وأن أي ضغوط خارجية لن تثنينا عن ذلك، وأي تهديدات ستزيدنا تصميماً وتقدماً وعزماً نحو ديمقراطية عراقية أصيلة حرة ونزيهة"، موضحاً أن ما يهمه هو الوطن، وليس الأطماع السياسية.