جددت وزارة "البشمركة" التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، تمسّكها بما وصفتها "الشراكة العسكرية مع التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، محذرة من احتمال الانسحاب المفاجئ للقوات الأجنبية، الذي قالت إنه يشكل خطراً على البلاد.
وقال الأمين العام للوزارة، الفريق جبار الياور، إنه "حتى اللحظة فإنّ جميع أنواع الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة أو دول التحالف الدولي مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهنغاريا إلى قوات البشمركة مستمر كما هو، سواء من ناحية التسليح، والإسناد الجوي خلال العمليات الأمنية، أو التدريب العسكري والاستشارات، وكذلك من الناحيتين اللوجستية والمادية".
وأشار، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام كردية محلية، إلى وجود خطط لاستمرار مساعدات التحالف الدولي.
وتابع الياور أنّ "المباحثات التي أُجريت أخيراً (بين بغداد وواشنطن) تمخضت عن الاتفاق على عدة نقاط، ومنها أنّ القوات الأميركية لن تنسحب من العراق بالكامل، بل ستتغير مهامها من قتالية إلى استشارية، أي إنها ستبقى"، مضيفاً: "إلى جانب القوات الأميركية، هناك قوات دول أخرى في التحالف الدولي بالعراق، لمواجهة داعش".
وبيّن أنّ "البشمركة" وبقية قوات إقليم كردستان قاتلت تنظيم "داعش" على الأرض بمساعدة أميركا، والانسحاب المفاجئ، مع المشاكل الداخلية بين الكتل السياسية في حال تفشيها "فإنها تشكل خطراً كبيراً على العراق بشكل عام، وليس الانسحاب الممنهج وفق اتفاقية مبرمة".
وأضاف: "لدينا قوات قتالية كبيرة في إقليم كردستان، وكذلك هو الحال في العراق، ومع ذلك فإنّ الولايات المتحدة لن تتخلى عن تقديم الدعم".
وقدّم التحالف الدولي مساعدات بنحو 5 مليارات دولار للقوات العراقية وقوات "البشمركة" الكردية، وذلك في إطار حملته للقضاء على تنظيم "داعش" منذ عام 2014. ونفذت طائراته آلاف الطلعات الجوية والغارات التي سبّبت قتل أهم قيادات التنظيم وعدد كبير من عناصره.
ويتحدث مسؤولون أكراد في أربيل عن أنّ اللجان الأمنية شددت على ضرورة استمرار التعاون مع التحالف الدولي وعدم جواز التفكير بفك الشراكة، إذ سيشكل خطراً على محافظات الإقليم (دهوك وأربيل والسليمانية وحلبجة).
ويجري التحديث عن مخاطر أخرى غير هجمات بقايا "داعش"، وهي الفصائل المسلحة الحليفة لطهران التي سبق أن هاجمت بالصواريخ والطائرات المسيرة عدة أهداف داخل الإقليم، وتتحالف مع حزب "العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة، الذي يمثل خصماً رئيساً لحكومة إقليم كردستان.
ويأتي تمسك سلطات إقليم كردستان بأميركا وبقية دول التحالف الدولي بخلاف ما ترغب به قوى وفصائل مسلحة عراقية مقربة من إيران، التي تطالب بتقييد مهام التحالف تمهيداً لرحيله بأسرع وقت.
وقال عضو البرلمان عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي)، مختار الموسوي، الأربعاء، إنّ سيادة العراق ستكتمل بإخراج جميع القوات الأجنبية من البلاد، داعياً، في تصريح صحافي، إلى الزامها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.