العراق: "التنسيقي" يرد على تظاهرات أنصار الصدر بالدعوة للنزول إلى الشارع دفاعاً عن الدولة
في تصعيد قد يدفع إلى مزيد من التأزم في المشهد السياسي والميداني في العراق، دعا تحالف "الإطار التنسيقي"، اليوم السبت، أنصاره إلى النزول إلى الشارع في تظاهرات لـ"الدفاع عن الدولة"، وذلك بعيد اقتحام أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المنطقة الخضراء في وسط بغداد، ومقرّ البرلمان، وإعلانهم أنهم قرروا الاعتصام بداخله.
ويضمّ التحالف عدداً من القوى السياسية الحليفة لإيران، أبرزها تحالفي "الفتح" بزعامة هادي العامري، و"دولة القانون" بزعامة نوري المالكي.
وقال التحالف في بيان له: "نتابع بقلق بالغ الأحداث المؤسفة التي تشهدها العاصمة بغداد خلال هذه الأيام، وخصوصاً التجاوز على المؤسسات الدستورية، واقتحام مجلس النواب، والتهديد بمهاجمة السلطة القضائية، ومهاجمة المقرات الرسمية والأجهزة الأمنية". وأضاف: "إننا إذ نوصي بضبط النفس وأقصى درجات الصبر والاستعداد، فإننا ندعو جماهير الشعب العراقي المؤمنة بالقانون والدستور والشرعية الدستورية إلى التظاهر السلمي دفاعاً عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها، وفي مقدمتها السلطة القضائية والتشريعية، والوقوف بوجه هذا التجاوز الخطير والخروج عن القانون والأعراف والشريعة".
وتابع: "نحمّل الجهات السياسية التي تقف خلف هذا التصعيد والتجاوز على الدولة ومؤسساتها، كامل المسؤولية عما قد يتعرض له السلم الأهلي نتيجة هذه الأفعال المخالفة للقانون"، معتبراً أن "الدولة وشرعيتها ومؤسساتها الدستورية والسلم الأهلي خط أحمر على جميع العراقيين الاستعداد للدفاع عنه بكل الصور السلمية الممكنة".
ونجح أنصار الصدر في وقت سابق اليوم، باقتحام المنطقة الخضراء ودخول مبنى البرلمان العراقي، غداة اقتحامهم مكاتب ومقرات حزب الدعوة الإسلامية بزعامة المالكي، وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وإغلاقها.
وتمكّن العشرات من أنصار الصدر من التسلّل إلى المنطقة الخضراء، فيما أكدت مصادر أمنية عراقية لـ"العربي الجديد" سيطرتهم بالكامل على مبنى البرلمان، وانسحاب القوات المكلفة حراسته من المكان.
ومنذ أكثر من تسعة أشهر، تتواصل واحدة من أعقد الأزمات السياسية في العراق، عقب إجراء الانتخابات التشريعية في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، التي أفرزت نتائج غير تقليدية لتوزيع القوى السياسية داخل البرلمان.
وحلّ التيار الصدري أول في نتائج الانتخابات، وهو ما اعترضت عليه معظم القوى المدعومة من إيران، والتي اعتصم أنصارها أمام المنطقة الخضراء في بغداد، وعطل نوابها استحقاقات أساسية في البرلمان، ليطلب الصدر من نوابه الاستقالة، في محاولة لإنهاء حال الانسداد السياسي.