أطلقت القوات العراقيّة، قبل أربعة أشهر، عملية "فجر الكرمة"، بهدف تحرير بلدة الكرمة، الواقعة شمال شرقي الفلوجة، من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية (داعش)، إلا أنّ ذلك لم يتحقق، وبقيت القوات الحكومية تراوح مكانها.
وشهدت معارك الكرمة، عمليات كر وفر بين القوات الأمنيّة و"داعش"، الذي نفّذ هجمات عدة على مواقع القوات، موقعاً الكثير من القتلى والجرحى بين صفوفها.
ويرى مسؤولون أمنيون، أن تأخّر القوات العراقيّة كل هذه الفترة في بلدة صغيرة كالكرمة، يُعتبر "فشلاً أمنيّاً محبطاً"، مستغربين إمكانيّة الاعتماد على تلك القوات في تحرير محافظات العراق.
ويقول عضو المجلس المحلّي للبلدة، سلمان حكمت، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقيّة التي أطلقت عمليّة فجر الكرمة منذ عدّة شهور، كانت قد أعدّت لها العدة، من السلاح والعتاد والدعم الجوي، ووضع الخطط العسكريّة قبل بدء العملية، وكانت قد تحدّثت عن فترة قياسيّة لتحريرها من داعش".
كما يشير إلى أنّ "القوات الأمنيّة حقّقت تقدماً في القرى التابعة للبلدة، وفرضت سيطرتها عليها في بادئ الأمر، لكنّ كل محاولاتها فشلت في اقتحام مركز البلدة، فقد واجهت رداً عنيفاً من قبل داعش، الذي التفّ عليها ليعيد سيطرته من جديد على القرى التي تم تحريرها"، لافتاً إلى أنّ "القوات العراقية ما زالت تحاول إعادة سيطرتها على القرى، ولم تستطع بعد".
من جهته، قال عضو اللجنة الأمنيّة في مجلس الأنبار، محمد الحلبوسي، إنّ "حساب الفترة الزمنية لعمليات فجر الكرمة، والاستعدادات التي سبقتها والتهويل الإعلامي لها، تدل على عجز فاضح للقوات الأمنيّة عن تحقيق أيّ نصر".
ورأى الحلبوسي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات العراقيّة تملك الجو، ولديها مروحيات وطائرات حربية، كما لديها قوات مسلّحة ومعدّة إعداداً جيّداً، وبلدة الكرمة صغيرة جدّا، لا يمكن قياسها بالفلوجة أو الرمادي أو بيجي، وغيرها من المدن التي يسيطر عليها "داعش"، وأنّ عدم حسم معركتها حتى الآن أمر مخيّب فعلا، ويؤكّد عجز القوات العراقيّة عن مواجهة داعش في كافة الجبهات".
كما أبدى المسؤول العراقي استغرابه، من "إمكانيّة الاعتماد على القوّات العراقيّة في تحرير العراق، إذا كانت بهذا المستوى الضعيف"، داعياً الحكومة والقيادات الأمنيّة إلى "تدارك الأمر والاعتراف بعدم القدرة على حسم الملف الأمني في البلاد، لبحث حلول جديدة".
وأمام هذا الوضع، دعا الحلبوسي إلى "طلب المساعدة الدولية، والتنسيق مع التحالف الدولي، وإلّا فإنّ العراق سيبقى يدور في فلك داعش، ويخسر الكثير من أبنائه وأراضيه، ولن يستطيع حسم المعركة".
في غضون ذلك، أعلنت خليّة الإعلام الحربي الحكومي، "قتل العديد من عناصر داعش وإصابة خمسة آخرين خلال عملية فجر الكرمة".
وقالت الخلية في بيان صحافي، صدر اليوم الجمعة، إنّ "قيادة عمليات بغداد قتلت العديد من الإرهابيين وجرحت خمسةً آخرين، ودمرت مفرزةً رشاشةً لداعش، وقتلت جنودها"، مضيفة "كما تم تدمير وكرين للعدو وقتلُ من فيهما، فضلاً عن تدميرِ عجلة تحملُ رشاشاً وثلاث عجلات أخرى، والاستيلاء على عجلة للعدو ومعالجة 18 عبوة ناسفة ضمن عملية فجرِ الكرمة".
يشار إلى أنّ القوات العراقيّة أطلقت منذ ما يزيد عن الأربعة أشهر عمليّة "فجر الكرمة"، في محاولة منها لتأمين مناطق بغداد القريبة منها وخصوصا منطقة الشعلة، وتعدّ بلدة الكرمة البوابة الرابطة بين بغداد والفلوجة.
اقرأ أيضاً: الفلوجة تطالب العبادي بشمولها بالإصلاح ووقف القصف