- التحقيقات استبعدت تورط القوات الأميركية أو الإسرائيلية، مؤكدة عدم وجود أي حركة لطائرات مقاتلة أو مسيرة في المنطقة قبل الانفجار، مما يدعم نظرية الانفجار الداخلي.
- البرلمان العراقي يخطط لمزيد من النقاش حول أسباب الانفجار والمسؤوليات، في ظل عدم تحديد السبب الرئيسي قاطعًا وترك مجال للتساؤل حول سوء التخزين أو تدخل خارجي.
أعلنت اللجنة العراقية العليا المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار (قاعدة كالسو) جنوبي بغداد، اليوم الثلاثاء، تقريرها النهائي، مؤكدة أن شدة الانفجار وحجم المواد المتناثرة من المقذوفات والصواريخ والمواد المتفجرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكونا بسبب صاروخ أو عدة صواريخ محمولة جواً. ووجهت فصائل مسلحة الاتهامات للقوات الأميركية وقوات الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء ما اعتبرته قصفاً جوياً استهدف القاعدة الأهم للفصائل المسلحة، لكن السلطات العراقية نفت ضمناً وجود أي هجوم أو اختراق للأجواء العراقية، وأعلنت فتح تحقيق في الانفجار.
وذكرت اللجنة، في بيان لها، أن "اللجنة الفنية العليا المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر كالسو، تألفت من ضباط ومديرين باختصاصات مختلفة لصنوف (الصواريخ، المدفعية، الهندسة العسكرية، الأدلة الجنائية، الدفاع المدني، بالإضافة إلى ممثلين ومهندسين من قيادة الدفاع الجوي والقوة الجوية والمتفجرات والتصنيع الحربي)، كما أن اللجنة باشرت مهامها فور تشكيلها، وحضرت ميدانياً في مكان الحادث والمناطق المحيطة به، وأخذت عينات من التربة وبقايا المواد المتناثرة جراء الانفجار، ونقلت بعضها إلى مختبرات الأدلة الجنائية لغرض التحليل".
وبينت أنه "بعد دراسة مستفيضة ومعمقة للمعطيات كافة أصدرت اللجنة تقريرها النهائي، الذي جرى عرضه وبشكل تفصيلي على أنظار القائد العام للقوات المسلحة وجرت المصادقة عليه". وأضاف البيان أن "أهم ما جاء في النتائج أن الانفجار أحدث حفرة كبيرة جداً وغير منتظمة الشكل في مكان الحادث الذي كان يستخدم لتخزين الأعتدة والصواريخ ومختلف المواد المتفجرة، كما جرى العثور على بقايا صواريخ متناثرة عدد (5) تبعد (150) متراً عن مكان الحادث، وزعانف صواريخ أخرى عدد (22) تبعد (100) متر عن موقع الانفجار، وحجم الحفرة يؤكد حدوث انفجار ضخم جداً لأسلحة ومواد شديدة الانفجار كانت موجودة في المكان".
وأكدت اللجنة المكلفة بالتحقيق أن "جميع التقارير الصادرة عن قيادة الدفاع الجوي تؤكد عدم وجود حركة لطائرات مقاتلة أو مسيرة في عموم أجواء محافظة بابل قبل وقت الانفجار وأثنائه وبعده، كما أن شدة الانفجار وحجم المواد المتناثرة من المقذوفات والصواريخ والمواد المتفجرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكونا بتأثير صاروخ أو عدة صواريخ محمولة جواً (ثقل وزنها)".
وختم البيان بأنه "من خلال فحص (العينات الترابية من الحفرة وبعض القطع المعدنية لبقايا الصواريخ) داخل المختبرات، ثبت وجود ثلاث مواد وليس مادة واحدة تستخدم في صناعة المتفجرات والصواريخ وهي TNT (نترات الأمونيا) وDIBUTYLP HTHALATE (ثنائي بوتيل الفثالات) وجميعها مواد شديدة الانفجار وتستخدم في صناعة الذخائر الحربية".
من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي مهدي تقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تقرير اللجنة حدد أن الانفجار لم يكن من خلال قصف جوي، لكن في الوقت نفسه هو لم يحدد السبب الرئيسي لحدوث الانفجار، فهل هو حادث عرضي بسبب سوء التخزين مع ارتفاع درجات الحرارة أو أن الحادث كان بفعل فاعل أو بشكل متعمد؟". وبين تقي أن "التقرير لم يشر إلى الجهات المسؤولة أو المقصرة بهذا الحادث، رغم أن الحادث أسفر عن سقوط خسائر بشرية وكذلك مادية مختلفة، ولهذا نعتقد أن التحقيق غير متكامل فهو لم يكشف السبب الرئيسي للانفجار، رغم أن شكوك القصف ما زالت موجودة لدى الكثير".
وأضاف تقى أن "لجنة الأمن والدفاع البرلمانية سوف تعمل خلال اليومين المقبلين على استضافة أعضاء فريق التحقيق لدراسة نتائج التحقيق معهم ولمعرفة أسباب الانفجار الذي حصل، فربما تكون هناك نتائج سرية أمنية لا يمكن كشفها للرأي العام، وهذا ما سنتأكد منه، كما أننا سوف نرسل لجنة تقصي حقائق برلمانية للتحقيق بهذا الانفجار، بعد اكتمال عمل اللجان الفنية والأمنية والعسكرية من التحقيق". ولم تعلق أي من الفصائل العراقية المسلحة على نتائج التحقيق في الانفجار لغاية الآن.
وكانت قاعدة كالسو العسكرية، التي تضم مقر قيادة أركان الحشد الشعبي، قد شهدت ليل الجمعة/ السبت الماضي، انفجاراً ضخماً أدى لاندلاع حرائق في محيط منطقة الانفجار الذي سارعت بعض الفصائل العراقية إلى اتهام أميركا والاحتلال الإسرائيلي بالمسؤولية عنه. وكانت خلية الإعلام الأمني، التابعة للحكومة في بغداد، قد قالت، صباح السبت الماضي، في بيان، إن الانفجار أدى لمقتل عنصر بالحشد الشعبي، وإصابة تسعة آخرين، معلنةً عن تشكيل لجنة فنية عليا مختصة من الدفاع المدني والصنوف الأخرى ذات العلاقة لبيان أسباب الانفجار والحرائق في موقع ومحيط منطقة وقوعه.
من جهتها نفت كل من قوات التحالف الدولي في العراق، ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أي صلة بالانفجار، في رد واضح على تبني إعلام الفصائل، الحليفة لطهران، فرضية أن قاعدة كالسو تعرضت لقصف جوي من طائرة حربية.