أفادت مصادر أمنية عراقية كردية في مدينة السليمانية شمالي العراق، لـ"العربي الجديد" اليوم الجمعة، بأن عضوين بارزين في جماعة كردية إيرانية معارضة لطهران قتلا في عملية اغتيال نفذها مسلحان اثنان، فجر اليوم، في بلدة (قلعة دزه) شرقي محافظة السليمانية.
يأتي ذلك بعد أيام من تأكيدات مسؤولين أمنيين في إقليم كردستان العراق، لـ"العربي الجديد"، وجود اختراق إيراني استخباري في صفوف الجماعات الإيرانية الكردية المعارضة والموجودة داخل إقليم كردستان العراق.
ووفقاً لمسؤول في جهاز الأمن العام (أسايش) في مدينة السليمانية، فإن عضوين بارزين في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض (حدك) قُتلا بهجوم نفذه مسلحان اثنان بمسدسات كاتمة للصوت، في قلعة دزه شرقي السليمانية، مبيناً أن "قوات الأمن تحقق في الهجوم وملابساته، كما أنه لا يوجد لدينا أي معلومات لتقديمها في الوقت الحالي"، لكن وكالة أنباء كردية عراقية نقلت عن مصادر أمنية أخرى قولها إن المهاجمين "انسحبا باتجاه الحدود الإيرانية بعد تنفيذ الهجوم".
الباحث في الشأن الكردي بمدينة السليمانية كمال البرزنجي قال، لـ"العربي الجديد"، إن الشخصين الذين جرى اغتيالهما هما عادل سرباز ولقمان حاج، و"الاثنان من أكراد إيران وموجودان داخل العراق في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدك)"، واصفاً العضوين بأنهما من الجناح العسكري للحزب.
ووفقاً للباحث البرزنجي، فإن "عملية الاغتيال تنذر بعودة مسلسل التصفيات الشخصية لقيادات وأعضاء الأحزاب الكردية الإيرانية داخل العراق، كما حصل بعد عام 2015 في إقليم كردستان، والتي تشير أصابع الاتهام فيها إلى الاستخبارات الإيرانية بطبيعة الحال، لا إلى الخلافات المعروفة بين تلك الجماعات نفسها".
وما بين نهاية العام الماضي ومطلع يناير/ كانون الثاني من هذا العام، نفذ الحرس الثوري الإيراني عمليات قصف صاروخي، وأخرى بطائرات مسيرة، على مناطق عدة في إقليم كردستان أبرزها كويسنجق شمال أربيل، ومنطقة عربت شرقي السليمانية، وأسفرت بالمجمل عن نحو 50 قتيلاً وجريحاً، بينهم عراقيون وأكراد إيرانيون، استهدفت تجمعات المعارضة الكردية الإيرانية، التي تتهمها إيران بالوقوف وراء أعمال عنف وشغب داخل المدن الإيرانية الغربية بالبلاد.
وتستهدف الهجمات الإيرانية المتكررة بلدات ومناطق حدودية عراقية في الإقليم، تقول طهران إنها تأوي مجموعات كردية تصنفها "إرهابية"، ومن أبرز تلك الجماعات هي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدك)، وحزب كوملة، الكردي اليساري المعارض لطهران، وحزب الحياة الحرة (بيجاك)، إضافة إلى منظمة خبات، القومية الكردية.
وتنشط هذه القوى والأحزاب في مناطق وبلدات الشريط العراقي الإيراني الحدودي، وهي مناطق ذات تضاريس صعبة، أبرزها مناطق جبال وقرى جومان، وسيدكان، وسوران، وسيد صادق، وخليفان، وبالكايتي، وقنديل، وكويسنجق، وحلبجة، ورانيا، ضمن إقليم كردستان العراق، شمالي أربيل وشرقي السليمانية.