العراق: الأحزاب الكردية تتفق على التنسيق الانتخابي في المناطق المتنازع عليها مع بغداد

01 اغسطس 2021
تحاول الأحزاب الكردية العودة إلى كركوك (Getty)
+ الخط -

توصل الحزبان الكرديان الرئيسيان في إقليم كردستان العراق، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، إلى تفاهمات مشتركة للتعاون والتنسيق لخوض السباق الانتخابي في المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، ومنها كركوك، بما يضمن حصول أغلبية كردية انتخابية فيها، الأمر الذي أثار مخاوف المكونات الأخرى في تلك المناطق، التي طالبت بتشديد الرقابة على الانتخابات في المحافظة.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق، في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وسط جدل ومحاولات للتأجيل من بعض القوى في بغداد.

وتحاول الأحزاب الكردية العودة إلى كركوك والمناطق المشتركة الأخرى، عن طريق الانتخابات، لتعوض خسارتها بعدما تم إخراجها من تلك المناطق، على إثر استفتاء إقليم كردستان الذي جرى نهاية سبتمبر/ أيلول 2017، والذي نتج عنه أيضاً سحب منصب محافظ كركوك من الكرد.

القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ماجد شنكالي، أكد أن "الحزب الديمقراطي بعودته إلى كركوك سيضمن له الكثير من الجمهور الذي يسعى لدعمه في الفترة المقبلة، لا سيما أن مرشحي الحزب في تلك المناطق يحتاجون إلى التواصل مع داعميهم، وبالتأكيد سيحصلون على عدد من المقاعد".
وبين شنكالي، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك تفاهمات وتنسيقاً بين الأحزاب الكردية في هذه المناطق للحصول على أكبر عدد من المقاعد للجانب الكردي في المناطق المتنازع عليها، بالرغم من التنافس الحزبي داخل الأحزاب الكردية، لكن نسعى لعودة كردية لتلك المناطق".

وشدد على أن "التذمر من قبل المكونات الأخرى والقلق من عودة الكرد هو نوع من عدم فهم الواقع من أن هناك تواجدا كرديا، وهناك من يمثلهم من الأهالي، وعلى الجميع أن يتقبل الوجود الكردي كمون أصيل في تلك المناطق، كما عليهم أن يتقبلوا ويتوقعوا فوز الأحزاب الكردية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ليكونوا ممثلين عن جمهورهم وأهلهم".

وأوضح أنه "إذا ما فاز الكرد بنصف المقاعد أو بنصف زائد واحد، فيجب أن يعاد منصب المحافظ إلى الكرد، لأنه استحقاقهم، لا سيما أن المحافظ الحالي لا يمثل توجه غالبية أهالي المحافظة".

النائبة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، خالدة خليل، دعت إلى "ضرورة توحيد الصف الكردي، دعماً للقضية القومية"، على حد تعبيرها.
 

تقارير عربية
التحديثات الحية

وقالت خليل، في تغريدة لها، إن "توحيد الصف الكردي في هذه المرحلة والمراحل المقبلة ضرورة قصوى"، مشددة: "على الأحزاب الكردية إبعاد كل من يحاول شق الصف الكردي، لأننا في مرحلة حساسة تستدعي التفكير فيما مضى لعبور الحاضر واستشراف القادم".

النائب عن محافظة كركوك عن المكون العربي، خالد المفرجي، دعا لـ"التنافس المهني" في المحافظة والمناطق المتنازع عليها، فيما لم يخف مخاوفه من حيادية مفوضية الانتخابات في كركوك.

وقال المفرجي: "بوجود حزبين كرديين في ساحة واحدة سيكون هناك تنافس قوي في كركوك"، مشددا، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، على "أهمية أن تكون هناك حيادية ونزاهة بعمل مفوضية الانتخابات في كركوك لتضمن حقوق الكتل المتنافسة، وألا يحرم الفائز من حقه".

ولفت إلى أنه "إلى حد الآن لدينا توجس من عمل المفوضية بالمحافظة.. يجب أن تكون هناك مراقبة مشددة في الانتخابات بالمحافظة، لأنه في الانتخابات السابقة أشرنا إلى خلل كبير"، موضحاً: "نحن المكون العربي ننافس بقوائم متعددة، كما أن التركمان أيضاً لديهم قوائمهم، والتنافس سيكون شديداً، لكن الفوز يتعلق بالمشاركة من قبل المواطنين، لاختيار الأنسب لهم".

وحذر" "يجب ألا تؤثر نتائج الانتخابات على النسيج المجتمعي في المحافظة، وعلى من يفوز ألا يحاول إلغاء المكونات الأخرى، بل يجب تقديم مشروع يخدم جميع مكونات المحافظة".

وذكر بالفترة التي فاز بها الكرد في المحافظة، مؤكداً: "كانت هناك انتكاسة كبيرة في إدارة المحافظة في تلك الفترة".

وتعد المناطق المتنازع عليها، وهي مناطق تتنازع عائديتها حكومتا بغداد وأربيل، ومنها محافظة كركوك، وبلدات في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين، من المناطق المختلطة على صعيد المكونات، ويسعى كل مكون (عرب، تركمان، كرد) للفوز بمقاعدها الانتخابية، ليثبت أنه كمكون يمثل الأغلبية في تلك المنطقة.

ولا ينشغل الجانب الكري بجدل الانسحابات ودعوات تأجيل الانتخابات في بغداد، والتي تثيرها أطراف سياسية لا تريد إجراء الانتخابات بالفترة الحالية، بل إن الأحزاب الكردية تعمل على ترتيب أوراقها، وإجراء الاستعدادات المطلوبة لخوض التنافس الانتخابي، بما يحقق مصالح الكرد في البلاد.