بعد يوم واحد فقط من لقاء لزعيم تحالف "الفتح"، هادي العامري، مع زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في النجف، أجرى الأول زيارة إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان، للقاء الزعماء الأكراد، وسط محاولات لتفكيك أزمة تشكيل الحكومة الجديدة.
وبدأ العامري، والذي يقود كتلة تمثل جزءا مهما من قوى "الإطار التنسيقي"، حوارات مع الصدر وحلفائه من الكتل والقوى السياسية الكردية والعربية السنية، بعد أن فشلت جهود الإطار في عقد اجتماع شامل مع الصدر، الذي يتحفظ على أي لقاء مع زعيم "الإطار التنسيقي" نوري المالكي.
وليل أمس، ناقشت قوى "الإطار التنسيقي"، في اجتماع لها استمر حتى وقت متأخر، مخرجات اجتماع العامري مع الصدر، ولم تخرج بقرار واضح، فيما أكد نوري المالكي، في بيان له، على تماسك قوى الإطار التنسيقي، وأنها ما زالت موحدة ومستمرة في جهود تشكيل حكومة توافقية، داعيا إلى التعاون والعمل مع القوى الوطنية جميعا داخل مجلس النواب، وتجاوز كل الخلافات، والابتعاد عن الأجواء المشحونة والتوترات.
وظهر اليوم الاثنين، وصل العامري إلى محافظة أربيل. ووفقا لبيان لمكتبه الإعلامي، فإن "العامري عقد اجتماعا مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، أعقبه اجتماع مماثل مع مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في الإقليم" دون ذكر أي تفاصيل بشأن الاجتماعين.
لكن نائبا في البرلمان الحالي أكد، لـ"العربي الجديد"، أن "العامري طالب القوى السياسية الأخرى بأهمية عدم تعزيز الانقسام السياسي الحالي بتحالفهم مع معسكر دون آخر، مطالبا أيضا انتظار التفاهمات السياسية داخل القوى الشيعية حيال ملف تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدا أن "العامري سيجري لقاءات مع زعامات عن قوى العرب السنة للغرض ذاته بعد انتهاء جولته في أربيل".
وأشار إلى أن "العامري ما زال يبحث عن وحدة الإطار التنسيقي، إلا أن التمسك بهذا الخيار بات صعبا، في حال مواصلة الصدر رفضه مشاركة نوري المالكي بالحكومة الجديدة".
ولم يخف "الإطار" تخوفه من المرحلة المقبلة، في حال عدم الوصول إلى تفاهمات مع الصدر. وحذّر العضو في الإطار، محمود الحياني، مما أسماه بـ"ضعف موقف المكون أمام التحديات، في حال ذهب أحد أطرافه (تحالف الصدر) إلى تشكيل حكومة من دون مشاركة الطرف الآخر (الإطار)"، مؤكدا، في تصريح صحافي، أن "هكذا توجه سيجعلنا في موقف ضعف ولا تستطيع الوقوف في وجه التحديات الداخلية والخارجية".
وشدد على أن "ذهاب الإطار التنسيقي وحده لتشكيل حكومة أو ذهاب التيار الصدري وحده بهذا الاتجاه، لن يصب في صالح البلد، خصوصا بعد أن توحدت القوى السنية والكردية".
وعلى ما يبدو، فإن تيار الصدر، الذي أظهر موقفا متشددا من زعيم "الإطار" نوري المالكي، يعول على تفكك الإطار التنسيقي. وقال النائب عن التيار، بدر الزيادي، لـ"العربي الجديد"، إن "يدنا مفتوحة لأي من قوى الإطار، عدا ائتلاف المالكي"، داعيا "العقلاء من قادة الإطار إلى أن يعيدوا النظر في حساباتهم السياسية للمرحلة المقبلة، وأيدينا مفتوحة لهم".
وأكد "لم نتلق اتصالات منفردة من قوى الإطار للانضمام إلى تحالفنا".
ويؤكد مختصون أن الخيارات باتت محدودة أمام قوى الإطار، مرجحين ذهابه نحو التفكك. وقال الباحث في الشأن السياسي العراقي، مهند الجنابي، في تغريدة له، إن "اجتماع الإطار التنسيقي الذي استمر لأيام، انتهى دون اتفاق على أي من الخيارين، أما وحدة الإطار في معارضة برلمانية، أو تفكك الإطار بإقصاء دولة القانون"، مؤكدا أن "محدودية الخيارات وانعدام الأدوات وعامل الوقت تحصر الإطار في الخيار الحتمي الثاني (التفكك)، مع أن الخيار الأول هو الأقل كلفة والأعلى منفعة".
انتهى اجتماع الاطار التنسيقي الذي استمر لأيام دون اتفاق على اي من الخيارين:
— د. مهند الجنابي Dr.Mohanad Aljanabi (@moaljanabi10) January 16, 2022
١. وحدة الاطار في معارضة برلمانية.
٢. تفكك الاطار بإقصاء دولة القانون.
محدودية الخيارات وانعدام الادوات وعامل الوقت تحصر الاطار في الخيار الحتمي الثاني، مع ان الخيار الاول هو الاقل كلفة والاعلى منفعة.
يجري ذلك في وقت بدأ فيه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، والذي وصل ليل أمس الأحد إلى النجف، لقاءاته بقادة قوى سياسية عراقية، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين أطراف الإطار التنسيقي وبين التيار الصدري، الذي تصدّر نتائج الانتخابات بـ 74 مقعداً، ويصر الأخير على تشكيل حكومة أغلبية وفقاً للاستحقاقات الانتخابية.