ما يزال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يسيطر على مناطق كبيرة في محافظة صلاح الدين، شمالي بغداد، وبلدة بيجي التي تربط المحافظة بالموصل، الأمر الذي منحه فرصة تنفيذ هجمات كر وفر وتحقيق اختراقات خاصة في ضواحي مدينة سامراء، ما دفع مراقبين ومسؤولين محليين إلى التحذير من انتكاسة أمنية خطرة.
وقال النائب عن المحافظة، عبد القهار السامرائي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "بلدة بيجي لم تحرّر بشكل كامل؛ إذ تم تحرير مركز البلدة وبعض القرى التابعة لها، وبلدة الصينية القريبة منها، والتي تضم جيوباً لداعش حتى الآن، كما تم تحرير مراكز المدن والمناطق القريبة من نهر دجلة".
وأضاف أنّ "داعش ما زال يسيطر على كافة المناطق المفتوحة في المحافظة، والتي لم تستطع القوات الأمنية تحريرها بسبب تضاريسها الجغرافيّة الصعبة، ويتواجد التنظيم أيضاً في منطقة الجزيرة المرتبطة بغرب سامراء وبيجي وتكريت وبلد، كما يسيطر على غرب الطريق الدولي المرتبط بالموصل والمؤدي إلى منطقة البحيرات".
وأشار السامرائي إلى أنّ "هذه المناطق منحت داعش فرصة إعادة نشاطه واستمراره بعمليّات الكر والفر، التي ينفّذها بكافة مناطق المحافظة"، مؤكدا أنّ "وجود داعش في هذه المناطق يشكل خطرا كبيرا على تكريت وبيجي وسامراء، ما يستدعي العمل على تحريرها بشكل كامل".
من جهته، اعتبر النائب عن التحالف الوطني، علي الفيّاض، أنّ "ملف تحرير محافظة صلاح الدين سيغلق بشكل كامل في غضون الأيّام القليلة المقبلة".
ولفت في بيان إلى أنّ "الإرهاب تلقى ضربة موجعة وقاصمة في صلاح الدين، بعد انهيار الخطوط الأماميّة لداعش"، مؤكداً أنّ "ملف المحافظة سيغلق، من ثم سيتم وضع خطة لتطهير ما تبقى من جيوب داعش".
كذلك، رفض الخبير الأمني، واثق العبيدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، "اعتبار محافظة صلاح الدين وبلدة بيجي محرّرة مع هذا الوجود الكبير لداعش".
وبحسب العبيدي، فإن "داعش تنظيم لا يستسلم بسهولة، وهو من أخطر التنظيمات العالميّة التي تتمتع بقدرات قتالية كبيرة وخطط تكتيكيّة سريعة التنفيذ"، لافتاً إلى أنّ "التنظيم في حال كانت لديه جيوب بسيطة، فإنّه يستطيع من خلاها تنفيذ هجمات كبيرة تربك الوضع الأمني ويستعيد المناطق التي سلبت منه، فكيف الحال مع سيطرته على كل هذه المناطق في المحافظة؟ فضلا عن تأمينه خط إمداداته عبر الموصل".
وأشار إلى أنّ "القوات العراقية في معركة تكريت السابقة، اطمأنّت إلى بعض التقدّم الذي حققته، وتتحدّث عن النصر، الأمر الذي منح داعش فرصة استعادة أغلب المناطق التي سلبت منه، لذا فيتحتم على القوات الأمنيّة عدم الاطمئنان لداعش، والتعامل معه بجدّية وضمن مقاييس القوة الحقيقيّة، وأخذ الاحتياطات اللازمة لصدّ هجماته".
وطبقاً للعبيدي، فإن "داعش يحاول مشاغلة القوات العراقيّة بفتح ثغرات في سامراء، لما تمثله من خصوصيّة دينيّة لدى الشيعة، لأنّها تضم مراقد دينيّة ومزارات شيعية"، موضحاً أنّ "تلك المشاغلات محاولة لجرّ القوات العراقيّة إلى سامراء ليشن هجوما واسعا على بيجي".
ودعا القوات العراقيّة إلى "عدم اللجوء للأسلوب الدفاعي فقط، واعتماد أسلوب الهجمات المتتابعة على التنظيم ووضع خطّة لتحرير المحافظة بشكل كامل".
وكان "داعش" قد اخترق أمس مناطق غرب سامراء، وفق ما أكده مصدر أمنيّ لـ"العربي الجديد".
اقرأ أيضا: مسؤول عسكري كردي: مقاتلة عراقية قصفت مواقع لـ"البشمركة"