قررت السلطات العراقية تشكيل قيادة أمنية جديدة في محافظة ميسان، 390 كيلومتراً جنوبيّ البلاد، للسيطرة على الأوضاع الأمنية المتوترة إثر تصاعد عمليات الاغتيال والجريمة المنظمة والنزاعات العشائرية التي شهدتها أخيراً، وأبرزها اغتيال قاضٍ يعمل في مجال مكافحة المخدرات، وقتل ضابط شرطة.
والقرار هو الأول من نوعه على مستوى أمن المحافظة الجنوبية الواقعة على الحدود مع إيران.
وقالت خلية الإعلام الأمني في العاصمة بغداد، اليوم الثلاثاء، إنّ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أمر بتشكيل "قيادة عمليات ميسان"، موضحة أنّ القيادة ستتولى القيادة والسيطرة على الأجهزة الأمنية كافة في المحافظة، على أن يكلف اللواء الركن محمد الزبيدي قائداً لها".
وكانت ميسان تتبع أمنياً لـ "قيادة عمليات سومر" التي تتولى أيضاً حفظ الأمن في محافظتي ذي قار والمثنى الجنوبيتين.
والسبت الماضي، شهدت ميسان اغتيال القاضي أحمد فيصل الساعدي، المعيّن للنظر بقضايا وجرائم مرتبطة بالمخدرات في المحافظة، وذلك بعد يومين على مقتل الرائد في الشرطة حسام العلياوي، على أيدي مسلحين مجهولين.
وقال الكاظمي، أمس الاثنين، إنّ الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الأحداث الاخيرة التي شهدتها المحافظة، مضيفاً، في بيان: "شهدت محافظة ميسان في الآونة الأخيرة تكراراً للعمليات الإجرامية المنظمة، فضلاً عن جرائم تجارة المخدرات وبعض النزاعات العشائرية المسلحة".
ولفت إلى أنّ "سلطة الدولة وسيادة القانون لن تقف ساكنة إزاء هذه الجرائم النكراء التي تهدد السلم والاستقرار"، مؤكداً فتح تحقيق فوري في عمليات الاغتيال الأخيرة، ومحاسبة المقصرين ومن يثبت تماهيهم في أداء واجباتهم أو تقاعسهم عن تنفيذ أوامر القبض، ومراجعة الإجراءات الأمنية والسياقات التي تتابع حركة المجرمين والمشتبه فيهم".
وقالت مصادر أمنية في محافظة ميسان، لـ"العربي الجديد"، إنّ الوفد الأمني الذي زار المحافظة، أمس الاثنين، على رأسه وزير الداخلية عثمان الغانمي، أجرى لقاءات مع كبار القيادات والضباط في المحافظة، مشدداً على أهمية التحرك السريع لكبح جماح عصابات الجريمة المنظمة.
ولفتت إلى وجود نية لدى القيادات الأمنية العليا لشنّ حملة واسعة لملاحقة عصابات القتل والابتزاز والاتجار بالمخدرات، موضحة أنّ إجراءات مشددة ستتخذ ضد المشاركين في النزاعات العشائرية المسلحة.
وأمس الاثنين، وصلت قوة أمنية قادمة من بغداد إلى محافظة ميسان للمساهمة في عملية حفظ الأمن والاستقرار في المحافظة، وذلك بناءً على توجيهات من القيادات العليا التي أصدرت أوامر بتوجه قوة عسكرية إلى ميسان.