العراق: فصائل "حشد العتبات" تنأى بنفسها عن السياسة وتمنع عناصرها من الترشح للانتخابات
نأت الفصائل المسلحة المقربة من المرجعية الدينية في النجف بنفسها عن العمل السياسي، مقيدة عناصرها بحق الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات فقط، دون أن يكون لهم حق الترشيح.
وبعد مؤتمر لقادة هذه الفصائل التي يطلق عليها "حشد العتبات" أو "حشد النجف" دام ثلاثة أيام، أصدر المؤتمرون بياناً مشتركاً أكدوا فيه التزامهم الكامل بالقانون والدستور، ومنع المقاتلين التابعين لهذه الفصائل من القيام بأي إجراء يخالفهما، كما منعت عناصرها من الدخول في النشاط السياسي أو الارتباط الحزبي أو الاستغلال الوظيفي بكل أشكاله.
وتابع البيان: "كما نلتزم بمنح كامل الحرية لمقاتلينا في اتخاذ قراراتهم الخاصة بالاشتراك في العملية الانتخابية كناخبين حصراً، وليسوا مرشحين فعلاً، وانتخاب مرشحيهم الذين يعتقدون أنهم سيغيرون الواقع المتردي ومحاربة الفساد وغير ذلك من تطلعات الشعب، دون التدخل بخياراتهم أو السماح للترويج أو الدعوة لأي مرشح داخل وحداتنا، وفي مختلف مرافقها، وسنتعامل بكل مصداقية وحزم مع هذا الملف المهم"، موضحاً أن "حشد النجف" كان ولا يزال وسيبقى المدافع الأصيل والحامي للوطن وشعبه، وأن الحفاظ على المنجزات المتحققة من النصر المؤزر على تنظيم "داعش" الإرهابي له أولوية وغاية مثلى.
وأشار البيان إلى أن بناء الدولة وعمران مستقبلها فضلاً عن حفظ تاريخها المشرق؛ يبدأ من محاربة الفساد ومحاسبة رؤوسه العفنة التي أوغلت في سرقة حقوق الشعب، وقتل طموحات شبابه وحرمان الكفاءات من أخذ مواقعها الطبيعية لبناء الوطن وخدمة المواطن، داعياً المتصدين في المواقع التنفيذية أن يعوا خطورة المرحلة، وطموحات شعبهم ونصائح المرجعية ويجعلوها حيز التنفيذ.
كما أكد ارتباطه بالقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مطالباً الحكومة بإكمال مستلزمات هذه الارتباط بشكل عاجل.
وقال المتحدث باسم مؤتمر الفصائل التابعة للنجف، حازم فاضل، الخميس، إن قضايا عدة ومتنوعة نوقشت في المؤتمر، بهدف الخروج برؤية مشتركة يمكن أن تسهم في تطوير العمل الأمني والإداري والمالي لهذه الفصائل، موضحاً، في تصريح صحافي، أنّ هذا العمل يهدف للحفاظ على العراق وأمنه واستقراره وهيبته وسيادته ووحدته.
يرى المسؤولون عن الفصائل أن هذه الخطوة تهدف للحفاظ على العراق وأمنه واستقراره وهيبته وسيادته ووحدته
مصادر مقربة من المؤتمر أكدت لـ"العربي الجديد" أنّ الفصائل التابعة للنجف تريد أن تعمل بمعزل عن الفصائل المرتبطة بإيران، موضحة أنّ "حشد النجف" سبق أن أبدى اعتراضه في أكثر من مناسبة على مشاركة قادة الفصائل المسلحة وعناصرها البارزين في العمل السياسي، والدخول بعد ذلك في صراعات سياسية مع قوى أخرى، فضلاً عن تحوّله لأداة إيرانية غلّبت مصلحة طهران في كثير من المواقف على المصلحة العراقية، عدا عن ورقة تورطه في القتال إلى جانب نظام الأسد في سورية.
ولفتت المصادر إلى وجود توجه لدى المؤتمرين بضرورة الربط المباشر لجميع فصائل النجف بالحكومة، ليتم التعامل معها كقوات رديفة عليها حقوق ولها واجبات وفقاً للدستور والقوانين النافذة.
وبدأت فصائل عراقية مسلحة ترتبط بالعتبات الدينية المقدسة جنوبي العراق، الثلاثاء، عقد مؤتمر هو الأول من نوعه تحت شعار "حشد العتبات حاضنة الفتوى وبناة الدولة"، في مدينة النجف (جنوب).
ويضم "حشد النجف" عدة فصائل مسلحة، ترتبط عقائدياً بمرجعية النجف (علي السيستاني)، وتم تشكيلها بعد اجتياح تنظيم "داعش" للعراق عام 2014، على ضوء الفتوى الدينية للسيستاني. وأبرز تلك الفصائل: فرقة الإمام علي، ولواء علي الأكبر، وفرقة العبّاس القتالية، ولواء أنصار المرجعيّة. ويشكل "حشد النجف" أكثر من 40% من تعداد عناصر "الحشد الشعبي".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
