العراق: خطة لبناء سور إسمنتي مع سورية يمتد لأكثر من 100 كيلومتر

06 نوفمبر 2024
الحدود بين العراق وسورية، 1 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

كشف مسؤول عسكري عراقي رفيع في بغداد عن خطة لبناء سور إسمنتي ضخم على حدود العراق مع سورية، يمتد لأكثر من 100 كيلومتر من أصل نحو 620 كيلومتراً مجموع الحدود بين البلدين، وهو ثاني إجراء من نوعه تتخذه بغداد بعد إكمال سور أمني إسمنتي وأسلاك شائكة تفصل بين نينوى والحسكة السورية التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية (قسد).

ووفقاً لبيان صادر عن قيادة قوات الحدود العراقية، مساء أمس الثلاثاء، فإن الخطة تقضي بتشييد أكثر من 100 كيلومتر من جدار كونكريتي على الحدود مع سورية، مشيراً إلى أن "قائد قوات الحدود، الفريق محمد عبد الوهاب سكر، وصل الثلاثاء إلى الشريط الحدودي العراقي السوري ضمن حدود المنطقة السادسة". وشملت الجولة، بحسب البيان، زيارة معمل الكونكريت لإطلاق العمل في مشروع تحصين جزء مهم من حدود العراق من خلال تشييد أكثر من 100 كلم من الجدار الكونكريتي شمال نهر الفرات وجنوبه، في منطقة طريفاوي غربي محافظة الأنبار، ليضاف إلى ما أنجز سابقاً من الجدار الكونكريتي الذي وصل إلى ربيعة في غرب نينوى.

وأشار البيان إلى أن "تشييد الجدار الكونكريتي مع سلسلة التحصينات الأمنية الأخرى أسهم في تحقيق ضبط كبير للحدود العراقية السورية، لم يشهد له مثيل طوال تاريخ الدولة العراقية". ولم يذكر البيان تفاصيل أخرى عن الجدار الجديد، لكن مسؤولاً أمنياً رفيعاً في قيادة عمليات الجيش العراقي بمحافظة الأنبار قال لـ"العربي الجديد"، إن الجدار الجديد سيكون على ارتفاع 3 أمتار، مع تحصينات وكاميرات مراقبة متطورة، ويمتد لأكثر من 100 كيلومتر من محور الأنبار ـ البو كمال السورية".

وأضاف المسؤول الأمني، طالباً عدم الكشف عن هويته، لكونه غير مخول بالتصريح، أن "المشروع سينجز بسقف زمني لا يتعدى عاماً واحداً، وهدفه منع تسلل الإرهابيين والمهربين، بما فيها شبكات تهريب المخدرات والممنوعات". وبيّن أنه ستكون هناك أبراج مراقبة وآليات دفاعية مختلفة على الجدار وبمحيطه، ويكون بذلك العراق قد حصّن المناطق الهشة من الحدود بما يعادل 40% من إجمالي المساحة الحدودية البالغة 620 كيلومتراً".

وأكد المصدر أن الهدف "تغطية كل الحدود بالجدران الإسمنتية والأسلاك الشائكة والخنادق العميقة التي تعرقل التسلل إلى داخل العراق، متهماً النظام السوري بـ"عدم الجدية" في ضبط الحدود من جانبه مع العراق، و"استشراء الفساد داخل قوات النظام، بما يتيح للمهربين والإرهابيين تهديد العراق".

وفي وقت سابق من هذا العام، قال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، لـ"العربي الجديد"، إن القوات العراقية تسعى لبناء أسوار وخنادق وسلسلة تحصينات تمنع جميع عمليات التسلل من الأراضي السورية إلى العراق. وأضاف أن "وزارتي الدفاع والداخلية تواصلان أعمال إنشاء حواجز خرسانية على الشريط الحدودي من الجهة الشمالية الغربية في محافظة نينوى، وتحديداً بلدة ربيعة ومدينة سنجار المقابلتين لمحافظة الحسكة السورية"، مبيناً أن "الحواجز تُوضَع حالياً في المناطق الأكثر تعقيداً ووعورة، امتداداً من منفذ فيشخابور ولغاية منطقة جلبارات".

وتحدث الخفاجي عن 160 كيلومتراً من الحدود ستكون مفصولة بجدار خرساني، بارتفاع 3 أمتار، من منطقة فيشخابور شمال غربيّ العراق، مروراً بمنطقة ربيعة وسنجار، وهذه المناطق هي نقطة نشاط لمسلحي حزب العمال الكردستاني، وتقابلها مناطق سورية يسيطر عليها مسلحو "قسد". ومن الجانب العراقي، تنتشر قوات حرس الحدود والجيش العراقي، في وقت تنتشر فيه جماعات مسلحة متعددة ومختلفة التوجهات على الجانب السوري، فمناطق محافظة الحسكة ومناطق في دير الزور تخضع لسيطرة القوات الكردية مدعومة بالقوات الأميركية، بينما تفرض قوات النظام السوري مدعومة بفصائل مسلحة قريبة من إيران سيطرتها على المناطق الشرقية في دير الزور، التي تقابل محافظة الأنبار العراقية.

وأطلق العراق فعلياً في عام 2020 بدعم غربي، مشروعاً لتأمين الحدود مع سورية المحاذية لمحافظتي الأنبار ونينوى، التي لا تزال تشهد عمليات تسلل، فضلاً عن أنشطة تهريب المخدرات القادمة من الأراضي السورية. وشهدت الحدود العراقية السورية على مدى العقدين الماضيين عمليات تسلل لجماعات مسلحة مختلفة، فضلاً عن عمليات وأنشطة خارج القانون، أبرزها تهريب الأشخاص والممنوعات.

ويشترك العراق مع سورية في 4 معابر رسمية، هي معبر سيمالكا في منطقة الخابور بمحافظة دهوك، ومعبر ربيعة الذي يربط بين محافظتي نينوى والحسكة، ومعبرا البو كمال - القائم، والوليد - التنف اللذان يربطان الأنبار ودير الزور.

المساهمون