أعلنت الحكومة المحلية في محافظة الأنبار اليوم الجمعة، عن اقتحام تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، المجمع السكني التابع لقاعدة عين الأسد، كبرى القواعد العسكرية العراقية، غربي البلاد، بعد معارك عنيفة مع القوات العراقية، انسحب على إثرها الجيش من المكان، ليسيطر التنظيم على المجمع، مؤكدة أنّ مصير مئات العوائل لا يزال مجهولاً حتى الآن.
وأوضح رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، لـ "العربي الجديد"، أنّ "التنظيم اقتحم المجمع الذي لا يبعد سوى كلم واحد، عن مركز قاعدة عين الأسد".
كما أشار إلى أنّ ذلك حدث بعد انسحاب الفرقة السابعة من اللواء 27 من الجيش العراقي من الناحية، والمجمع السكني إثر الاشتباكات، لافتاً إلى أنّ "شرطة البغدادي وأبناء العشائر، واجهوا التنظيم ببسالة دفاعاً عن المجمع السكني، إلا أنّهم انسحبوا منها بسبب نفاد العتاد والذخيرة، وبعد إصابة مدير شرطة ناحية البغدادي، العقيد سلام العبيدي بجروح، وحدوث خسائر بين عناصرهم".
وفي هذا السياق، دعا رئيس الحكومة حيدر العبادي، إلى فتح تحقيق مع قائد الفرقة السابعة وآمر اللواء 27، لكشف ملابسات انسحابهم من الناحية والمجمع، وترك قوات الشرطة والعشائر تقاتل وحدها.
كذلك طالب كرحوت بالتدخل الفوري، وإرسال تعزيزات عسكرية عاجلة إلى ناحية البغدادي، بعد تمدّد تنظيم "داعش"، واقتحامه المجمع السكني .
اقرأ أيضاً: "داعش" يحاصر عين الأسد
بدوره أكد عضو مجلس محافظة الأنبار يحيى غازي لـ "العربي الجديد"، أنّ "تجمعات الجيش والشرطة المدافعة عن ناحية البغدادي تعرّضت إلى هجومٍ بالصواريخ، موضحاً أن طيران التحالف الدولي قصف بشكلٍ عنيف عناصر التنظيم، إلا أنّ إحدى طائرات التحالف قامت بقصف أحد مواقع الجيش والشرطة المتمركزة في البغدادي من دون العلم إذا كان ذلك عن طريق الخطأ أم بشكلٍ متعمد". وطلب من الحكومة المركزية فتح تحقيقٍ شامل وسريع، بشأن هذه الحادثة.
وبحسب غازي أيضاً، فإنّ تنظيم "داعش" الإرهابي احتجز عشرات العائلات في المجمع السكني بالبغدادي، واستخدمها كدروع بشرية.
وكان وزير الداخلية، محمد سالم الغبان، قد تفقد القوات الأمنية في ناحية البغدادي، وأعلن عزم وزارته تشكيل فوج قتالي من أبناء ناحية البغدادي في محافظة الأنبار، لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش"، ومن ثم التوجّه صوب قضاء حديثة، لتأمين الطريق البري الرابط بينهما.
إلى ذلك، اتهم عضو في لجنة الأمن والدفاع النيابية، ماجد الغراوي في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، وزير الداخلية "بتهرّبه المتعمد من حضور جلسة الاستجواب داخل البرلمان، للإجابة عن أسئلة لجنة الأمن والدفاع بشأن الوضع الأمني في محافظة الأنبار"، مشيراً إلى أنّ عدم حضور وزير الداخلية، دليل على عدم مهنيته، وتهربه من مسؤولية ما يجري في الأنبار.
اقرأ أيضاً: العراق: معارك كرّ وفر في محيط عين الأسد