وجهت القوى المعترضة على نتائج الانتخابات العراقية انتقادات لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت؛ بسبب إحاطتها في مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، والتي أكدت خلالها سلامة الانتخابات العراقية من التلاعب في ظل عدم وجود أدلة على حدوث تزوير.
ويضم المعترضون على النتائج "الإطار التنسيقي" الذي يتضمن تحالفات "الفتح، ائتلاف دولة القانون، وتيار الحكمة، والنصر، والنهج الوطني"، فضلاً عن حركات سياسية ممثلة لمليشيات مسلحة منها "عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقية".
وهاجم النائب السابق عن تحالف "الفتح" مختار الموسوي، بلاسخارت، قائلاً إنّ "الإحاطة التي قدّمتها تؤكد لنا أنها أحد أطراف المؤامرة للتلاعب بالانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من الشهر الماضي، وبالتالي ما طرحته سيدفع باتجاه التصعيد".
وأضاف، في تصريح صحافي: "في حال كان موقف السلطة القضائية مشابهاً لموقف بلاسخارت، أي عدم تعديل نتائج الانتخابات وفقاً للطعون، فسيكون لنا تصعيد كبير قد يحرك الشارع، وبما يهدد السلم الأهلي".
ولفت إلى أنّ أطراف "الإطار التنسيقي" قد تقاطع العملية السياسية، موضحاً أنّ بلاسخارت "سبق أن وعدت بمعالجة الخلل الذي رافق العملية الانتخابية"، على حد قوله.
كما قال عضو المكتب السياسي لمليشيا "عصائب أهل الحق" سعد السعدي، إنّ "بلاسخارت كانت أحد الشركاء الخارجيين في التلاعب بنتائج الانتخابات"، متهماً، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، بأنّها أوصلت رسالة إلى مفوضية الانتخابات العراقية مفادها بأنها لن تعترف بالنتائج إذا تغيّرت بعد النظر في الطعون.
وتابع أنّ "ما طرحته بلاسخارت في إحاطتها لمجلس الأمن الدولي يعد انقلاباً على ما طرحته أمامنا"، مبيناً أنها سبق أن وعدت بدراسة أدلة التزوير التي قدّمها "الإطار التنسيقي" وتقديمها إلى مجلس الأمن، "لكنها نقضت ما وعدت به"، بحسب وصفه.
مصادر سياسية مقربة من "الإطار التنسيقي" قالت، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ القوى المعترضة على نتائج الانتخابات العراقية، ستعقد اجتماعاً "قريباً" لاتخاذ موقف بشأن إحاطة بلاسخارت في مجلس الأمن.
ورجحت المصادر أن يلوّح المعترضون بإجراءات تصعيدية من قبيل مقاطعة العملية السياسية والذهاب للمعارضة، فضلاً عن الاستمرار في التظاهرات والاعتصامات التي قد تزداد حدتها مع قرب المصادقة على نتائج الانتخابات.
في المقابل، أكد عضو الفريق الإعلامي لـمفوضية الانتخابات العراقية عماد جميل، أنّ ما تحدثت به بلاسخارت "يمثل دليلاً على نزاهة الانتخابات"، موضحاً، خلال مقابلة متلفزة، أنّ "الدعم الدولي ليس جديداً، بل مستمر منذ انتهاء العملية الانتخابية التي جرت الشهر الماضي".
ورحّب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مساء أمس الثلاثاء، بإحاطة بلاسخارت، قائلًا: "تصريحات أممية جديدة في ما يخص الانتخابات العراقية تبعث الأمل، وتوصيات أممية جيدة، ننصح باتباعها والابتعاد عن المهاترات السياسية والعنف وزعزعة الأمن"، مضيفاً: "ومن أهم ما صدر عن مبعوثة الأمم المتحدة أن لا وجود لأدلة على تزوير الانتخابات".
وأكدت المبعوثة الأممية الخاصة إلى العراق جينين هينيس بلاسخارت، أمس الثلاثاء، في إحاطة قدمتها لمجلس الأمن الدولي، أنّ الانتخابات البرلمانية تمّ تقييمها على أنها سليمة بشكل عام، محذّرة من محاولات لنزع مصداقيتها.
وأضافت أنّ "أي محاولات غير مشروعة تهدف إلى إطالة أو نزع مصداقية عملية إعلان نتائج الانتخابات، أو ما هو أسوأ، كالقيام بتغيير نتائجها عبر الترهيب وممارسة الضغوط مثلاً، لن تسفر إلا عن نتائج عكسية"، داعية الأطراف المعنية إلى "عدم الدخول في هذا المنزلق".