أقدمت السلطات الأمنية العراقية، على توسيع عملياتها العسكرية في أطراف العاصمة بغداد، وعدد من مناطق نفوذ عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في المحافظات الأخرى، على خلفية تصعيد خطير بأعمال العنف.
وأعاد الهجوم الذي نفذه عناصر التنظيم فجر أمس الإثنين، على بلدة الرضوانية (جنوبي العاصمة)، والذي أوقع 11 شخصاً بينهم مدنيون وعناصر أمن، الحسابات الأمنية لضبط مناطق حزام بغداد، وسط مخاوف من محاولات التنظيم إحداث ثغرة فيها.
وأجرت القوات الأمنية ليل أمس، عمليات تمشيط وتفتيش في مناطق حزام العاصمة، وأعادت الانتشار العسكري فيها، ووفقاً لضابط في قيادة العمليات المشتركة، فإن "اجتماعاً أمنياً على مستوى رفيع، عقد ظهر أمس الاثنين، لبحث التداعيات الأمنية، أفضى إلى وضع استراتيجية جديدة لمواجهة تحركات التنظيم".
وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الاستراتيجية اعتمدت على إعادة الانتشار المكثف بمناطق حزام بغداد، وتنفيذ عمليات التمشيط اليومية فيها، فضلاً عن توسيع دائرة العمليات الأخرى في المحافظات التي تتواجد فيها بقايا التنظيم، ديالى وصلاح الدين ونينوى والأنبار"، مبيناً أن "تلك العمليات تعتمد أسلوب الهجوم لا الدفاع، وتهدف لإرباك عناصر التنظيم ومباغتتهم، لإفشال مخططاتهم".
وأكد أن "عناصر التنظيم يحاولون تشتيت القوات العراقية، من خلال تنفيذ هجمات متفرقة".
وتخوض القوات العراقية، مدعومة بطيران التحالف الدولي، منذ عدّة أيام، عمليات عسكرية في سلاسل جبلية بمحافظتي صلاح الدين وديالى، كما تخوض عمليات في نينوى والأنبار وكركوك، تستهدف تحركات التنظيم.
وأكد المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، أن عناصر التنظيم يحاولون "إحداث ثغرة بأطراف بغداد"، وقال في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إن "تنفيذ عناصر التنظيم عمليات هنا وهناك، هي محاولات للفت أنظار القوات الأمنية عن العمليات الكبيرة التي تنفذها في نينوى وصلاح الدين والجزيرة وكربلاء"، مؤكداً أن "التنظيم يحاول إحداث ثغرة في أطراف بغداد، من خلال هجومه الذي نفذه أمس على بلدة الرضوانية (جنوبي العاصمة)".
وأكد أن "عملية الحسم في جبال مكحول (عملية عسكرية مستمرة بمحافظة صلاح الدين) تستهدف قطع طرق إمداد عناصر داعش وتدمير أوكارها"، مؤكداً أن "قيادة العمليات تعتمد في هذه المرحلة على الجهد الاستخباري في استهداف العدو، حيث تم نصب الأبراج وكاميرات المراقبة والأسلاك في المناطق التي تم تفتيشها إلى جانب تنفيذ القوة الجوية وطيران الجيش طلعات لدك أوكار العدو وقتل العديد منهم".
ميدانياً، قُتل وأُصيب ليل أمس، عدد من عناصر الأمن و"الحشد الشعبي" بتفجير بمحافظة كركوك. وذكرت خلية الإعلام الأمني الحكومية، أن عنصراً من مديرية شرطة النفط وآخر من عناصر "الحشد الشعبي" قتلا، وجُرح 6 آخرون من الحشد في انفجار عبوة ناسفة في قرية بلكانة بمحافظة كركوك".
كما أقدم عناصر في التنظيم، على اختطاف 4 أشخاص من قرية غربي محافظة الأنبار، وقال مصدر أمني لـ"العربي الجديد"، إن "مجموعة يعتقد أنها تابعة للتنظيم، تسللوا، ليل أمس إلى قرية الناظرة، بأطراف بلدة الرطبة غربي المحافظة، واختطفوا 4 أشخاص من أبناء عشيرة واحدة".