وزير الخارجية العراقي يتحدث عن لعب بلاده "دوراً حقيقياً" بتقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران
أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، اليوم الأحد، أن بلاده تلعب "دوراً حقيقياً" في تقريب وجهات النظر بين الجانبين السعودي والإيراني، معتبراً أن الحكومة العراقية ترى ذلك جزءاً رئيسياً من الحل لتحقيق الأمن والاستقرار بالعراق وبالمنطقة عموماً.
ويأتي تصريح الوزير العراقي بعد يومين من مصادر أكدت لـ"العربي الجديد"، وجود حراك حكومي عراقي جديد لترتيب لقاء سعودي إيراني خلال الشهر الحالي في بغداد، دون أن تحصل بغداد لغاية الآن على أي تأكيد من الجانبين بشأن عقد اللقاء الجديد الذي في حال تحققه سيكون الرابع من نوعه منذ شهر مايو/أيار الماضي بترتيب من بغداد.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع)، بياناً، لوزارة الخارجية في ختام زيارة الوزير فؤاد حسين إلى العاصمة النمساوية فيينا، ولقائه بعدد من السفراء العرب وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين هناك، جرى خلاله استعراض مجمل الأوضاع في العراق والمنطقة، أكد فيه حسين أن "العراق ينتهج حالياً سياسة التحول من مرحلة القتال إلى مرحلة الحوار، ليلعب دوره الحقيقي في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الإقليميين مثل السعودية وإيران، وكذلك الدوليين كأميركا وإيران".
وأضاف أن الحكومة العراقيَّة تعتبر ذلك جزءاً رئيسياً من الحل لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة عموماً".
ووفقاً للوزير العراقي الذي يمثل أحد اللاعبين الرئيسيين، إلى جانب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في ملف الوساطة بين الرياض وطهران، والتي تهدف بحسب مسؤولين عراقيين إلى "تخفيف التوتر بالمنطقة"، فإن "هناك أهمية للتنسيق والتعاون بين الدول العربية لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة، ويتطلع العراق لمساندته في القضاء على بقايا تنظيم داعش".
وأوضح حسين أنّ "العراق يعمل على ترطيب العلاقات المتوترة من خلال فتح قنوات للحوار البناء، لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء في منطقة الشرق الأوسط".
واعتبر أن عقد مؤتمر بغداد الأسبوع الماضي "بمثابة انتصار على داعش والفساد، والتحول إلى نهج التعاون والمصالح المُشترَكة".
وأكد أن الانتخابات العراقيَّة ستكون في موعدها المحدد (العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل) والعمل على ضمان نزاهتها، لما لذلك من أهميّة وانعكاس مُباشر على الوضع العام المحليّ والإقليميّ، وبمُشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبيّ، وكذلك الجامعة العربيَّة في مُراقبتها لضمان النزاهة والشفافية فيها".
والخميس الماضي، كشف مسؤول دبلوماسي عراقي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، عن تفاهم على موعد مبدئي لعقد لقاء جديد بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين، جرى التطرق له على هامش المؤتمر الإقليمي الذي استضافته العاصمة العراقية بغداد، الأسبوع الماضي، وبترتيب من حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
ومن المرجح وفقاً للمسؤول العراقي أن تكون نهاية الشهر الحالي موعداً مبدئياً لعقد لقاء في بغداد على مستوى السفراء في بغداد بين الجانبين السعودي والإيراني، ضمن مسعى عراقي بهذا الشأن، لكن لم يؤكد أي من الطرفين الإيراني والسعودي ذلك لغاية الآن.
والثلاثاء الماضي نقلت وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية عن السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، قوله إن بلاده عقدت ثلاث جولات تفاوض مع الجانب السعودي، وستعقد جولة رابعة بعد تشكيل الحكومة، دون أن يحدد مكان الجولة المرتقبة.
فيما أوضح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني الاثنين الماضي، أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قال له خلال مؤتمر بغداد "إن بلاده تنتظر استقرار الحكومة الإيرانية الجديدة من أجل استئناف التواصل".
وتابع عبد اللهيان: "لم تقم محادثات رسمية بيننا وبين الوفد السعودي في مؤتمر بغداد، وجرى حديث سريع على هامش المؤتمر بيني وبين وزير الخارجية السعودي".
وفي التاسع عشر من مايو/أيار الماضي أعلن وزير الخارجيّة السعودي فيصل بن فرحان، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، عن أن المحادثات بين السعودية وإيران هي في مرحلة "استكشافيّة"، وقال الوزير السعودي "بدأنا مناقشات استكشافيّة، إنّها في بدايتها".
وأضاف "نأمل أن يرى الإيرانيّون أنّ من مصلحتهم العمل مع جيرانهم بطريقة إيجابية تؤدّي إلى الأمن والاستقرار والازدهار. إذا استطاعوا أن يروا أنّ ذلك في مصلحتهم، يمكن أن يكون لديّ أمل. حاليّاً، نحن في مرحلة مبكرة من المناقشات".