كشف فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن جملة الاتفاقيات والتفاهمات التي أُبرمت خلال زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للعراق، معتبراً أن الاستثمارات الضخمة بين البلدين ستحقق نمواً مستداماً للعراق.
وكان رئيس الوزراء العراقي وقادة القوى السياسية في البلاد، قد أبدوا تفاؤلاً كبيراً بزيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التي أجراها الخميس لبغداد، وشهدت توقيع البلدين "إعلان النوايا المشترك"، وعدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، مؤكدين أهمية الزيارة سياسياً واقتصادياً وأمنياً، فضلاً عن الأهمية الكبيرة لانفتاح العراق على دولة قطر ودول المنطقة.
ولفت المستشار الشمري، وكالة الأنباء العراقية (واع)، اليوم السبت، إلى "علاقة استثنائية جديدة في العلاقات الثنائية بين العراق وقطر تعبّر عن نفسها تباعاً، وتُوِّجت بزيارة أمير قطر الأخيرة لبغداد، وتوقيع عدة اتفاقيات مهمة وتفاهمات عميقة في مختلف المجالات، منها على المستوى الحكومي وأخرى في قطاع الأعمال الخاص والاستثمارات"، موضحاً أن "هذه الاتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون وتنمية القطاعات المختلفة في البلدين".
وأشار الشمري إلى توقيع مذكرات تفاهم تتعلق بمجالات الكهرباء والتشييد، والتوصل إلى اتفاق لإنشاء شركة نفط مشتركة وبناء مصفاة للتكرير، فضلاً عن اتفاقات بشأن توريد النفط الخام والغاز المسال إلى العراق، ما سيسهم في تلبية احتياجات الطاقة وتعزيز القدرة الإنتاجية.
وفي قطاع المدن السكنية، وقّع الطرفان اتفاقات لتطوير مدينتين سكنيتين نموذجيتين، تتمتعان ببنية تحتية حديثة بسعة تصل إلى 50,000 ساكن، لكل مدينة. وتشمل هاتان المدينتان "فللاً وشققاً سكنية ومراكز تجارية ومستشفيات ومدارس"، وفقاً للشمري الذي أشار إلى أنّ "من المتوقع أن تصبح هذه المدن نموذجية في المنطقة بأكملها، ما سيسهم في توفير سكن عالي الجودة للمواطنين".
وتابع أنه "جرى الاتفاق أيضاً على بناء وتطوير عدد من الفنادق في مختلف المحافظات العراقية، بما في ذلك فنادق فئة 5 نجوم، لسد العجز الحالي المقدر بـ10.000 غرفة فندقية، بهدف تلبية جزء من الاحتياجات المتزايدة للسياحة والتجارة والاستثمار في البلاد"، مشيراً إلى أن "هذا التوجه الاستثماري يأتي في ظل التطور الاقتصادي المتوقع في العراق خلال السنوات القادمة".
أما في قطاع الرعاية الصحية، فأكد الشمري أنه "جرى التوصل إلى اتفاقات مع شركات قطرية متخصصة في إدارة وتشغيل عدد من المستشفيات الجديدة التي سيجري افتتاحها بغضون أشهر"، مبيناً أن "الهدف من هذه الاتفاقيات يتمثل بتحقيق تكامل بين النظام الصحي الخاص في قطر والقطاع الصحي العراقي، وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين العراقيين".
ولفت إلى أن هذه المستشفيات تشمل توفير سعة سريرية تصل إلى 400 سرير، ومن المتوقع أن تسهم في تلبية الاحتياجات المتزايدة للخدمات الصحية، مضيفاً أن "هذه المستشفيات حديثة ومجهزة تجهيزاً كاملاً بفرق طبية ذات خبرة عالية لتلبية الاحتياجات الطبية المتنوعة للمرضى".
وأشار إلى أن "الاستثمارات الإجمالية في هذه المشاريع الثلاثة تقدر بحوالى 7 مليارات دولار، وسيتم البدء في تنفيذها مباشرةً ولمدة 5 سنوات"، لافتاً إلى أنّ "من المتوقع أن تكتمل جميع الأعمال في عام 2028".
وبين أن "هذا التعاون القطري ــ العراقي في مجال الاستثمار يُعَدّ فرصة مهمة لتعزيز التنمية الاقتصادية في العراق وتوفير فرص عمل جديدة للشباب وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين".
وقال: "ستسهم هذه الاستثمارات الضخمة في تحقيق نمو مستدام وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين"، مشدداً على "امتلاك العراق وقطر علاقات ثنائية قوية تستند إلى الشراكة السياسية وتنسيق المواقف، بهدف تعزيز التعاون والتفاهم المشترك بين البلدين في مجموعة متنوعة من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية".
وفي ما يتعلق بتنسيق المواقف، أوضح الشمري أن "العراق وقطر يعملان على تحقيق التوافق في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك من خلال المشاورات الثنائية والمشاركة في المنتديات الإقليمية والدولية"، لافتاً إلى "توحيد المواقف بين العراق وقطر والتزامهما التعاون المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والمساهمة في السلام والاستقرار".
وكان أمير قطر قد أكد خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع السوداني في بغداد، أن المباحثات مع السوداني شملت المبادرات الإقليمية لتعزيز العلاقات بين دول المنطقة، ومن بينها مشروع الربط الكهربائي.
وأشار إلى أنّ الجانبين بحثا آخر التطورات في المنطقة، مؤكداً ضرورة تغليب لغة الحوار.
ولفت إلى مواصلة دعم العراق والشعب العراقي في تحقيق تطلعاته في تعزيز الأمن والتنمية.