- بدأ اهتمام هيبرت بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد مشاهدة مقطع فيديو مؤثر، مما دفعه للتثقيف حول تاريخ الصراع والوقوف أمام البيت الأبيض مطالبًا بتغيير السياسات الأميركية واحترام القانون الدولي.
- يؤكد هيبرت على أهمية التحدث ضد الظلم والإبادة الجماعية، مشيرًا إلى أن الصمت يعد تواطؤًا، ويدعو الأفراد، خاصة من المناصب العليا، للتعبير عن مواقفهم ضد الظلم ودعم القضايا الإنسانية.
لليوم الثاني على التوالي يواصل الطيار في القوات الجوية الأميركية، لاري هيبرت، إضرابه عن الطعام أمام البيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن لتسليط الضوء على معاناة أطفال غزة.
وقال هيبرت في حوار مع "العربي الجديد" إنه لا يزال "بالخدمة الفعلية في القوات الجوية، وأنا بدأت الإضراب عن الطعام احتجاجاً على الإبادة الجماعية في غزة، وعلى الدعم العسكري غير المحدود لإسرائيل"، لافتاً إلى أنه يشعر بنفس الشعور "الذي عبر عنه آرون بوشنل، الطيار بالقوات الجوية الذي أشعل النار في نفسه الشهر الماضي".
وكان بوشنل أضرم النار في نفسه في 25 فبراير/شباط الماضي أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن مرتديا زي القوات الجوية الأميركية اعتراضاً على الدعم الأميركي لإسرائيل، وقال إنه لن يكون بعد الآن متواطئاً في الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة هاتفاً "فلسطين حرة".
وشدد هيبرت على أنه ربما يواجه تداعيات بسبب تظاهره وإضرابه عن الطعام من أجل غزة، خاصة أنه لايزال في الخدمة الفعلية، ولكنه في الوقت ذاته لا يريد أن يكون "متواطئاً في الإبادة الجماعية للسكان المدنيين في غزة" مشيراً إلى أنه يشعر أن "أعضاء الخدمة الفعلية خائفون جداً من التحدث علناً بسبب التداعيات التي قد يواجهونها، أو بسبب حرمانهم من المزايا".
وشرح هيبرت كيف تأثر بما فعله بوشنل وبموقف القيادات في الجيش الأميركي وقال "بعد أن فعل ما فعله، رأيت رد فعل قيادتنا وحكومتنا والتزام الصمت بشأن وفاته وتصرفاته.. لقد حفزني ذلك للتقدم وقول شيء ما، لأنه كيف لا يمكنهم أن يقولوا أي شيء عن شخص ينتمي إلينا، في الخدمة الفعلية، أحرق نفسه اعتراضاً على قراراتهم، وهذا التصرف شجعني على التحدث".
ورداً على سؤال حول احتمال أن تؤثر مشاركته في التظاهرات و إضرابه عن الطعام على مستقبله، قال "مازلت قادراً على التحدث ولدي حقوق التعديل الأول، لكنها محدودة إلى حد ما، لذا فإن معتقداتي وآرائي وما أقوله تمثلني أنا لا جيش الولايات المتحدة".
لم يكن هيبرت يعرف أي شيء عما يحدث في فلسطين من قبل، وكانت أول معرفته بتفاصيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويوضح هيبرت "بدأت أعرف ما يحدث في غزة بعد أقل من أسبوع من السابع من أكتوبر، وبدأ الأمر بمقطع فيديو لطفل يبكي وبعد ذلك، بدأت بتثقيف نفسي حول تاريخ الصراع بأكمله، وكل ما يحدث منذ أكتوبر الماضي".
"أول معرفتي بقطاع غزة كانت في عام 2014"
ولفت هيبرت إلى أن أول معرفته بقطاع غزة كانت في عام 2014 حيث رأى عنواناً رئيسياً في الصحف حول قطاع غزة، لكن التقرير المنشور آنذاك لم يقدم له أي معلومات، ويقول "كان فقط مجرد عنوان رئيسي من قناة سي إن إن أو شيء من هذا القبيل، لذلك لم يكن لدي أي علم مسبق بما كان يحدث قبل 7 أكتوبر".
وأجرى هيبرت الحوار مع "العربي الجديد" وهو يقف أمام البيت الأبيض حاملاً لافتة تقول إنه "طيار كبير بالقوات الجوية وضد الإبادة الجماعية في غزة"، ووجه هيبرت رسالة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قائلاً "بالنسبة للرئيس بايدن، على وجه التحديد، فهو قائدنا الأعلى، إذن فهو رئيسي وهو المسؤول المباشر عما يحدث في غزة والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ولا أستطيع أن أرى كيف يمكنني العودة إلى الخدمة والاستمرار في تلقي الأوامر من شخص لا يقدر قيمة الحياة البشرية".
وتمنى هيبرت أن يتغير شيء في تصرفات الرئيس الأميركي، وأضاف أنه يجب احترام القانون الدولي ويجب أن تأتي الإنسانية أولاً وقبل أي شيء آخر، مضيفاً "لا يمكننا أن نقصف ونقضي على السكان المدنيين من أجل مصلحتنا الخاصة، هذا لا يعني أن هذه ليست الطريقة التي تعمل بها الأشياء، ولكن ليس هذا ما ينبغي أن تسير عليه الأمور".
وأشار هيبرت إلى أنّه حصل على إجازة مرخصة من مهمته في محطة روتا البحرية بإسبانيا، وأنه مصرح له بالتواجد في العاصمة الأميركية، وقال "كنت هنا خلال الأسبوعين الماضيين وشاركت في عدد من التظاهرات وفي عدد من الزيارات لمكاتب أعضاء الكونغرس، وأخطط للبقاء لمدة".
ورداً على سؤال حول تأثير موقفه على خدمته في الجيش، قال "أنا أيضاً إنسان وأي شخص لديه أي ضمير أو أي حس أخلاقي سيتحدث عن الإبادة الجماعية الجارية الآن، يعود الأمر نوعاً ما إلى آخر ما كتب آرون بوشنل. كما أننا نسأل انفسنا دائماً، كما تعلمون، ماذا كنت ستفعل في عصر جيم كرو؟ ماذا كنت ستفعل أثناء المحرقة في ألمانيا؟ لا أستطيع أن أرى نفسي أقوم بالتجاهل أو التغاضي عما يحدث، والآن صمتنا يعني التواطؤ مع الإبادة الجماعية، ولهذا السبب لدي هذا الملصق، فأنا لا أستطيع أن أكون متواطئا في الإبادة الجماعية".
وعن رسالته إلى بوشنل، قال هيبرت "كان آرون بوشنل يتمتع بقدر أكبر من الاستقامة والنزاهة والسلامة مقارنة بمعظم المسؤولين المنتخبين لدينا، وقد ظهر ذلك من خلال أفعاله، ونحن بحاجة إلى المزيد من الناس مثله للتقدم والتحدث علانية. وأعتقد أن ما فعله آرون كان فريداً، ونأمل ألا يحدث مرة أخرى، لكن هناك حاجة لمزيد من الأشخاص للتحدث علناً خاصة من المناصب العليا مثل الجنود وعاملين ومسؤولين بوزارة الخارجية والحكومة".