قال المتحدث باسم منظمة العفو الدولية (أمنستي)، رامي حيدر، اليوم الثلاثاء، إنّ "تعليمات الاحتلال الإسرائيلي بتطبيق منع رفع العلم الفلسطيني، تدخل ضمن نطاق العقاب الجماعي على خلفية عنصرية".
وتابع، في بيان للمنظمة ومقرّها لندن، "للأسف الشديد توقّعنا سابقاً مثل هذه الخطوات الجبانة لطمس هوية الشعب الفلسطيني، بداية بمحاولة طمس رموزه الوطنية ومنعه من التعبير عن هويته القومية وانتمائه، لكننا واثقون بأنها ستفشل، كما فشلت عشرات المحاولات المماثلة لها طول أكثر من 7 عقود".
وأضاف: "نحن واثقون أنّ هذه مجرد خطوة ضمن سلسلة خطوات ستتخذها الحكومة الإسرائيلية الجديدة لشرعنة التمييز العنصري، رفع العلم الفلسطيني يندرج ضمن خانة حرية التعبير عن الرأي وقمعه يشكّل أساس انتهاك حقوق الإنسان".
وحذّر حيدر من أنّ منع حرية التعبير بهذه الطريقة "قد يؤدي إلى محظورات وقيود أخرى، مثل الحظر الشامل على أي احتجاجات من قبل الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 48، إلى جانب حرية التعبير فيما يتعلق بمسألة العلم والحق في الاحتجاج، من المهم الإشارة إلى أنه يوجد في الأراضي المحتلة قانون واحد لليهود وقانون منفصل لغير اليهود، ويعتبر نظام الفصل العنصري (أبرتهايد) جريمة ضد الإنسانية".
وأظهر استطلاع أجرته منظمة العفو الدولية، اليوم الثلاثاء، أنّ التحريض على العلم الفلسطيني من قبل سياسيين ومنظمات إسرائيلية "لاقى نجاحاً كبيراً في زرع الخوف في نفوس المستوطنين اليهود عند رؤيته".
وطالبت "العفو" سلطات الاحتلال بـ"التراجع عن التعليمات التي أصدرها الوزير إيتمار بن غفير، والتي بموجبها يمنع رفع العلم الفلسطيني في الحيز العام بشكل كامل وجارف". وحذرت المنظمة من أنّ هذه التعليمات "تشكل انتهاكاً واضحاً للمواد 2 و7 و19 و20 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة، والتي تشكل حجر أساس للقانون الدولي".
وأظهرت نتائج استطلاع رأي قامت به منظمة العفو الدولية، في يونيو/ حزيران الماضي، وجود فجوة كبيرة في التعامل مع الرفع العلم الفلسطيني ومعناه ورمزيته، وأن غالبية اليهود المستوطنين في الداخل ينظرون لرفع العلم الفلسطيني نظرة مختلفة تماماً عن الآخر.
وكشف الاستطلاع أنّ "نصف الفلسطينيين في الداخل يرون في رفع العلم الفلسطيني جزءاً من الانتماء لهويتهم الوطنية، ونحو 35% منهم يرون في رفعه أيضاً احتجاجاً على التمييز ضده، بالمقابل، يرى أكثر من نصف المستوطنين اليهود أن رفع العلم الفلسطيني يرمز إلى عدم الاعتراف بوجود كيانهم، الأمر الذي لم يرد في أجوبة الفلسطينيين في الداخل".
وتبيّن من الاستطلاع، وفق المنظمة، أنّ أكثر من 80% من الفلسطينيين يرون في رفع العلم الفلسطيني جزءاً من هويتهم القومية والوطنية واحتجاجاً على التمييز ضدهم، ولم يربطوه بعدم الاعتراف بوجود دولة إسرائيل أو العمل على محوها. لكن على الرغم من ذلك، يرى نحو 52% من اليهود أن رفع العلم الفلسطيني سببه عدم الاعتراف بإسرائيل و14.5% منهم يرون به دعماً لتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين، وأكثر من 66% من اليهود ينسبون لرفع العلم الفلسطيني صفات ونوايا سلبية جداً.