حزب العمال الكردستاني يتبنى الهجوم المسلح على مركز "توساش" في أنقرة

25 أكتوبر 2024
قرب موقع هجوم أنقرة، 22 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تبنى حزب العمال الكردستاني هجوماً على مركز الصناعات العسكرية في أنقرة، مما أدى إلى مقتل خمسة وإصابة أكثر من 20، وأكد أن الهجوم رد على ممارسات الحكومة التركية في كردستان.
- أطلقت السلطات التركية عمليات "غورز 20"، واعتقلت 176 شخصاً في 31 ولاية بتهم الانتماء لحزب العمال الكردستاني، وضبطت أسلحة ومواد مخدرة.
- كثفت تركيا عملياتها العسكرية ضد الحزب، معلنة تدمير 34 موقعاً شمالي العراق واستهداف 120 موقعاً في سورية والعراق، مع استسلام ثلاثة عناصر من الحزب.

أعلن حزب العمال الكردستاني، اليوم الجمعة، تبنيه الهجوم المسلح الذي استهدف الأربعاء مركز الصناعات العسكرية الجوية والفضائية التركية في أنقرة، وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص وجرح أكثر من 20. ونشرت وسائل إعلام تركية بياناً صادراً عن مركز الدفاع الشعبي المرتبط بالكردستاني، جاء فيه أن مسلحيْن يتبعان لكتيبة "الخالدون" نفذا الهجوم المسلح.

وجاء في البيان "تم تنفيذ عمل فدائي ضد حرم مركز توساش في أنقرة حوالي الساعة 15:30 من يوم الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول من قبل فريق مستقل من كتيبة الخالدون". وأضاف "أبطال هذا العمل التاريخي، الذي حصل بعزيمة عالية وموهبة إبداعية وروح التضحية للزعيم عبد الله أوجلان، هما الرفيقان آسيا علي - مينة سيفجين آل تشيجيك، وروجر هيلين - علي أورك".

ولفت البيان إلى أن هذا الهجوم "لا علاقة له بتصريحات زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي الثلاثاء الماضي، والذي وجه دعوة غير مسبوقة لزعيم الكردستاني أوجلان بإلغاء الحزب وإلقاء السلاح في البرلمان مقابل العفو مستخدما حق "الأمل".

وقال البيان بهذا الصدد كاشفاً عن دوافع الهجوم "هذا الهجوم الذي تم التخطيط له منذ فترة طويلة وتم تنفيذه بنجاح، لا علاقة له بالأجندة السياسية التي تمت مناقشتها في تركيا في الشهر الأخير".

وأكمل "لا تقوم كتيبة الخالدون بأعمال متكررة من حيث المبدأ، ومع ذلك من وقت لآخر، بدلاً من الأجندات الحالية التي تهدف إلى أهداف مهمة واستراتيجية، تقوم بتنفيذ أعمال تضحية تشتمل على تحذيرات ورسائل ضد ممارسات الإبادة الجماعية والمجازر وممارسات العزلة التي تمارسها حكومة الدولة التركية، هذا العمل اتخذ ضد الممارسات في كردستان".

واتهم البيان شركة توساش بأن أسلحتها "قتلت آلاف المدنيين في كردستان من بينهم أطفال ونساء". وجاء توقيت الهجوم المسلح بعد يوم واحد فقط من دعوة غير مسبوقة من زعيم حزب الحركة القومية لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون والمحكوم بالسجن المؤبد عبد الله أوجلان، ليعلن لمسلحي الحزب ترك السلاح مقابل الحصول على العفو.

كما أنه يأتي في اليوم الذي التقى فيه النائب البرلماني عن حزب ديم الكردي عمر أوجلان وهو ابن أخي زعيم الكردستاني في سجنه بعد نحو أربع سنوات من العزل ومنع اللقاءات.

وكتيبة الخالدون التابعة للكردستاني لم يسبق أن سجلت لها عمليات مسلحة داخل تركيا، وهي عبارة عن خلايا نائمة تابعة للكردستاني وموضوعة بمثابة قوى احتياطية وفق تصريحات سابقة لمسؤولين في الحزب.

وسبق أن كشف عنهم القيادي في الحزب مراد قرة يلان في العام 2016 خلال لقاء صحافي، وقال بأنها "كتيبة مستعدة وجاهزة للقيام بعمليات فدائية عند الضرورة في حال حصل أي هجوم يستهدف زعيم الحزب عبد الله أوجلان".

وأضاف "في حال حصول مكروه للزعيم أوجلان فإن هناك كتيبة الخالدون جاهزة للدخول والقيام بعمليات مسلحة، وهي خلايا نائمة، وهي قوى فدائية، وهي على مستوى رفيع من التدريب مكلفة بالقضاء على جميع القادة والسياسيين في حال تعرّض أوجلان لأي هجوم، وهم جاهزون في الاحتياط هذا ليس تهديدا وإنما حقيقة".

أنقرة: توقيف 176 متهماً بالانتماء لحزب العمال الكردستاني

في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، في وقت سابق اليوم، توقيف 176 متهماً بالانتماء لحزب العمال الكردستاني وتنظيمات تابعة له، في 31 ولاية، ضمن عمليات "غورز 20"، التي أُطلقت بعد هجوم أنقرة. في منشور على منصة إكس، كشف الوزير أن قوى الأمن في عدة ولايات وبتعليمات من النيابة العامة وبالتنسيق مع قوى المخابرات، نفذت عمليات المداهمة.

وشملت الاعتقالات مشتبهين بعدة تهم، منها: العمل ضمن منظمة محظورة، والانتساب إلى البنية الشبابية للتنظيم المحظور، وتقديم التمويل للتنظيم المحظور، والدعاية له عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، والمشاركة في تظاهرات غير قانونية مثل قطع الطرق، وحرق الإطارات، وإلقاء الحجارة أو المفرقعات أو "المولوتوف".

بحسب وزير الداخلية، فقد أدت التوقيفات إلى العثور على عدد كبير من المسدسات وأسلحة الصيد غير المرخصة، ومواد مخدرة، ومستندات مرتبطة بالتنظيم المحظور. يأتي إعلان كايا تزامناً مع عدة نشاطات وردود فعل بدرت من القوى الأمنية التركية المختلفة، منها استهدافات عسكرية في سورية والعراق، وحملة اعتقالات واسعة في عموم تركيا.

وأفادت وكالة الأناضول بأن سلطات الأمن التركية في مدينة إسطنبول أوقفت 35 شخصاً بتهمة التخطيط لإحداث أعمال شغب لصالح "الكردستاني"، حيث نفذت عملية بناء على تحقيق فتحته النيابة العامة بحق 44 مشتبهاً بهم. وأوضحت أن التحريات أظهرت انتماء 34 شخصاً إلى الجناح الشبابي لـ"الكردستاني"، وأنهم كانوا يخططون لإحداث أعمال شغب في إسطنبول، وأن ثلاثة أشخاص جاؤوا إليها بأمر من الحزب بعد خضوعهم للتدريب في مناطق ريفية.

وفي ولاية بيتليس، أُعلن عن اعتقال 11 مشتبهاً بهم في عملية ضد أعضاء حزب العمال الكردستاني في أربع مناطق. وبحسب بيان للأمن، فقد جرى تنظيم عملية متزامنة للقبض على 14 مشتبهاً بهم، 11 منهم اعتقلوا خلال العملية وثلاثة آخرون تجرى ملاحقتهم. وخلال تفتيش عناوين المشتبه بهم، جرى ضبط قطعة قماش وصورة ترمز لـ"الكردستاني" وملصق وخنجر لزعيم الحزب، كما جرى ضبط عدد كبير من الوثائق التنظيمية والمواد الرقمية، وفق البيان.

في العاصمة أنقرة، أفاد مكتب المدعي العام بأن قراراً صدر لإلقاء القبض على 33 مشتبهاً به لبوا دعوات "الكردستاني"، وشاركوا في فعاليات تنظيمية أقيمت داخل حدود أنقرة في تواريخ مختلفة وأشادوا بممارساته.

في السياق، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، تدمير 34 موقعاً لـ"الكردستاني" شمالي العراق عبر عدة غارات جوية بمناطق هاكورك وغارة وقنديل وسنجار، وهي مخابئ ومستودعات، حيث أسفرت العملية عن قتل عدد كبير من عناصر التنظيم.

وأفادت مصادر أمنية بأن الاستخبارات التركية استهدفت 120 موقعاً تابعاً لـ"الكردستاني" شمالي سورية والعراق منذ وقوع الهجوم على شركة صناعات الطيران والفضاء التركية "توساش".

في بيان آخر اليوم الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع استسلام ثلاثة عناصر من الكردستاني للقوات التركية في مخفر الخابور الحدودي بعد فرارهم من معسكرات الحزب شمالي العراق.