شيّع آلاف الفلسطينيين بعد ظهر اليوم الثلاثاء، جثمان الشهيد المسن سليمان الهذالين (75 عاماً) من قرية أم الخير بمسافر يطا جنوبي الخليل إلى الجنوب من الضفة الغربية، وهو أحد رموز المقاومة الشعبية الفلسطينية، بمشاركة شعبية ورسمية، إلى أن ووري جثمانه في مسقط رأسه في أم الخير.
وقال رئيس مجلس قروي مسافر يطا، نضال يونس، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جنازة عسكرية وشعبية أقيمت للشهيد سليمان الهذالين أمام المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، ثم انطلقت مسيرة بمئات المركبات باتجاه مسقط رأسه في قرية أم الخير بمسافر يطا".
وعند وصول مسيرة المركبات إلى مدخل قرية يطا، انطلق المشاركون وعددهم، بحسب رئيس مجلس قروي مسافر يطا، نحو سبعة آلاف، بمسيرة راجلة وهم يحملون العلم الفلسطيني، نحو منزل عائلته التي ألقت نظرة الوداع عليه، وذلك على وقع التكبيرات والهتافات التي تمجد الشهيد، وتؤكد على المقاومة الشعبية وعلى نهج الشهيد بالمقاومة الشعبية.
بعد ذلك، أكملت المسيرة طريقها باتجاه مقبرة أم الخير، حيث أقيمت صلاة الجنازة على الشهيد بجانب المقبرة، ومن ثم ووري جثمانه الثرى، وألقيت العديد من الكلمات التي تمجده وتشدد على نهجه بالمقاومة الشعبية.
وعمّ الإضراب الشامل مدينة يطا وضواحيها، استجابة لإعلان القوى الإسلامية والوطنية الإضراب الشامل، اليوم الثلاثاء، للمشاركة في تشييع الهذالين.
واستشهد الهذالين، أمس الإثنين، متأثراً بجروحه التي أصيب بها عند مدخل قرية أم الخير بمسافر يطا، بعد أن دهسته مركبة تابعة لقوات الاحتلال، في الخامس من الشهر الجاري، ما أدى إلى إصابات وكسور بالغة الخطورة، ولم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياته، رغم إجرائهم العديد من العمليات له، وإعطائه وحدات دم كثيرة.
من جانب آخر، أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، في بيان صحافي، بأنّ مستوطنين قاموا بتقطيع أسلاك شائكة وأشجار في منطقة الركيز في مسافر يطا، أثناء تشييع الهذالين.
على صعيد منفصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، الشاب إبراهيم أبو معلا سباعنة من بلدة قباطية جنوبي جنين شمالي الضفة الغربية، أثناء مروره على حاجز عسكري بالطريق الواصل إلى الجامعة العربية الأميركية حيث يدرس هناك، وفق ما أفاد به لـ"العربي الجديد"، مدير "نادي الأسير" الفلسطيني في جنين منتصر سمور.
في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فلسطينيَّين اثنين يعملان في مدرسة قيد الإنشاء في منطقة الطبيل ببلدة كفر مالك شرقي رام الله، واستولت على شاحنة ومعدات بناء، بحجة وقوع المدرسة في منطقة مصنفة "ج" وفق اتفاقية أوسلو.
على صعيد آخر، أفرجت سلطات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، عن الشاب عبد الله عكرماوي من حي الشيخ جراح شرقي القدس المحتلة، شرط الإبعاد المنزلي لمدة ثلاثة أيام، ودفع غرامة مالية بنحو 150 دولاراً.
وأشارت مصادر صحافية إلى أنّ قوات الاحتلال اعتقلت عبد الله، أمس الإثنين، لمجرد قيامه بتصوير حصار قوات الاحتلال لمنزل عائلة صالحية في الشيخ جراح، والاعتداء على أصحابه ومحاولة إخراجهم منه، علماً أنّ الاحتلال اعتقل الشاب عبد لله عكرماوي مع خمسة آخرين خلال حصار عائلة صالحية التي حاولت قوات الاحتلال هدم منزلها، لكنها فشلت في ذلك.
في شأن آخر، وزعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أوامر هدم، وصوّرت منشآت في بلدة العيساوية بالقدس المحتلة، وفق ما أفادت به مراكز إعلامية مقدسية.
على صعيد آخر، قال "نادي الأسير" الفلسطيني، في بيان صحافي، "إن 150 حالة اعتقال سُجلت في النقب الفلسطيني المحتل عام 1948، منذ بداية المواجهة الراهنّة حتى اللحظة، تعرض خلالها المعتقلون لمستوى عالٍ من العنف والاعتداءات المختلفة، وأنّ جزءاً من هذه الحالات تم الإفراج عنه بعد المثول أمام المحكمة، وجزءا آخر بعد التحقيق معه، حيث طاولت عمليات الاعتقال كذلك الأطفال والنساء".
وأوضح "نادي الأسير" أنّ 69 معتقلاً يقبعون اليوم في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، حيث إنّ حملات الاعتقال الراهنة هي امتداد للمواجهة المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
في سياق آخر، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، "بركساً" قيد الإنشاء على المدخل الغربي لبلدة حارس غربي مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية، يعود للفلسطيني جميل محمد السبتي.