شيع الفلسطينيون، بعد ظهر اليوم الأحد، جثامين أربعة شهداء ارتقوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم ومساء أمس، خلال مواجهات شهدتها الضفة الغربية نصرة وإسنادا للقدس وقطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، في وجه ما يتعرضون له من عدوان إسرائيلي.
ومن أمام مستشفى الشهيد ثابت ثابت في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، انطلقت مسيرة تشييع جثمان الشهيد ياسين حسن حمد، وصولاً إلى مسقط رأسه في قرية صيدا شمال طولكرم، بعدما ارتقى برصاص الاحتلال خلال مواجهات أمس في محيط جدار الفصل العنصري المقام على أراضي بلدة زيتا المجاورة.
وأوضح الناشط فادي رداد، لـ"العربي الجديد"، أن المسيرة انطلقت من أمام مستشفى الشهيد ثابت ثابت وجابت شوارع مدينة طولكرم، على وقع الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال، والتي تمجد الشهيد، ورفعت أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، ثم انطلقت بعد ذلك مسيرة مركبات وصولا إلى مسقط رأس الشهيد، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع عليه.
بعد ذلك، نقل جثمان الشهيد إلى مسجد الخلفاء الراشدين في صيدا، حيث أديت صلاة الجنازة عليه، وبعدها انطلق المشيعون من أهالي صيدا والقرى والبلدات المجاورة إلى مقبرة شهداء القرية، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى.
وإلى الجنوب من الضفة الغربية، شيع آلاف الفلسطينيين جثمان الشهيد الشاب وجدي وليد جعافرة، في مسقط رأسه في بلدة ترقوميا شمال غرب الخليل، بعد وصول جثمانه بمسيرة مركبات من المستشفى الأهلي في مدينة الخليل.
واستشهد جعافرة، مساء السبت، بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي باتجاه مركبته على مثلث الفوار جنوب الخليل، واحتجزته مصاباً ومنعت طواقم الإسعاف الفلسطينية من تقديم العلاج له وتركته ينزف حتى استشهد.
ورفع المشاركون رايات الفصائل الفلسطينية وأعلام فلسطين، وألقت عائلته نظرة الوداع عليه، ثم جرت الصلاة على جثمانه في المسجد العمري بترقوميا.
من أمام مستشفى الشهيد ثابت ثابت بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، انطلقت مسيرة تشييع جثمان الشهيد ياسين حسن حمد، وصولاً إلى مسقط رأسه في قرية صيدا شمال طولكرم
وعلى وقع التكبيرات وهتافات تمجيد الشهيد والمنددة بجرائم الاحتلال من قبيل "يا شهيد ارتاح ارتاح.. واحنا نواصل الكفاح"، و"يا شهيد ويا مجروح.. دمك هدر ما بروح"، و"لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله"، و"خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود"، جابت مسيرة حاشدة شوارع ترقوميا وصولاً إلى مقبرة شهداء البلدة.
إلى ذلك، شيع الفلسطينيون بمدينة الخليل جثمان الطفل محمد يونس فريجات (16 عاماً)، بعد أن أقيمت له جنازة عسكرية من قبل الأمن الفلسطيني، أمام المستشفى الأهلي في المدينة، ثم نقل جثمانه وألقت عائلته نظرة الوداع عليه.
بعد ذلك، أدى المشيعون صلاة الجنازة على الشهيد بمسجد الحسين بن علي في المدينة. وواصل المشيعون مسيرتهم إلى أن ووري جثمان الشهيد الثرى في مقبرة الشهداء بمدينة الخليل.
واستشهد الطفل فريجات صباح اليوم، متأثرا بجروح حرجة أصيب بها الخميس الماضي، حينما كان مع عائلته في منطقة باب الزاوية وسط الخليل.
في غضون ذلك، شيع أهالي قرية يتما جنوب نابلس شمال الضفة، بمشاركة القرى والبلدات المجاورة، جثمان الشهيد الشاب طارق صنوبر، بعد وصول جثمانه من مستشفى رفيديا بمدينة نابلس. وألقت عائلة الشهيد نظرة الوداع عليه، ونقل الجثمان إلى المسجد القديم في يتما، حيث أديت صلاة الجنازة عليه.
وقال رئيس مجلس قروي يتما، محمد صنوبر، لـ"العربي الجديد": "إن مسيرة حاشدة انطلقت بعد ذلك من أمام المسجد القديم، رفع فيها المشاركون الأعلام الفلسطينية وأعلام الفصائل الفلسطينية، على وقع الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال والتي تمجد الشهيد، وصولاً إلى مقبرة البلدة، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى هناك".
واستشهد الشاب صنوبر، صباح اليوم الأحد، متأثراً بإصابته الحرجة التي أصيب بها، خلال مواجهات يوم الجمعة الماضي، في بلدة يتما.
إلى ذلك، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان صحافي، أن أعداد الشهداء في قطاع غزة بلغ حتى الآن 181 شهيداً (بينهم 52 طفلاً و31 سيدة)، بينما الشهداء في الضفة الغربية منذ السابع من الشهر الجاري وحتى الآن، 21 شهيداً، بينهم طفل (16 عاماً).
أما الجرحى في الضفة الغربية والقدس فهي منذ السابع من الشهر الجاري، 4363 جريحاً (العدد يشمل الإصابات التي تم التعامل معها ميدانياً والتي نقلت إلى مراكز العلاج المختلفة)، بينما الجرحى في قطاع غزة 1225.
في سياق آخر، أصيب شاب فلسطيني، اليوم الأحد، بجروح في ظهره برصاص المستوطنين، وهو في مركبته، بمنطقة الجلاجل في بلدة بني نعيم شمال شرق الخليل، وتمكن رغم إصابته من الوصول إلى منطقة بيت عنون، وجرى نقله إلى أحد مستشفيات مدينة الخليل، لتلقي العلاج.
من جهة ثانية، أغلق مستوطنون بحماية جيش الاحتلال، اليوم الأحد، المدخل الشمالي لمدينتي البيرة ورام الله، ومنعوا الفلسطينيين من الدخول إلى المدينتين أو الخروج منهما، ورشقوا المركبات الفلسطينية بالحجارة وألحقوا أضراراً بعدد منها، فيما أغلق آخرون مدخل قرية بيتين شرق رام الله، وهاجموا المركبات المارة هناك.