على الرغم من غياب روابط الأولتراس عن المشهد السياسي في مصر، إلا أنها بقيت حاضرة في الكثير من القضايا، على الرغم من القمع الذي أسكت الكثير من الأصوات في الداخل. وأعاد تطوران في الأيام الأخيرة هذه الروابط إلى المشهد، الأول وفاة الشاب علاء خالد داخل سجن طرة نتيجة الإهمال الطبي، وهو الذي أوقف بتهمة تأسيس وتولي قيادة جماعة إرهابية، والانضمام إلى جماعة إرهابية، في قضية إعادة إحياء رابطة "أولتراس الأهلي". أما التطور الثاني فكان البيان الصادر عن "أولتراس الزمالك"، تعليقاً على ما يجري من اعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في ساحات المسجد الأقصى والقدس المحتلة، وفاق في قوة موقفه الكثير من مواقف الشجب والإدانة التي صدرت عن جهات رسمية مصرية.
تعد حالة علاء خالد رابع وفاة في السجون ومقار الاحتجاز الرسمية في مايو
وفتحت رابطة "أولتراس أهلاوي"، من دون أن تدري، الباب على مصراعيه لقضية الإهمال الطبي المتعمد في السجون، بعد وفاة الشاب علاء خالد، والبالغ من العمر 23 عاماً والطالب بكلية هندسة البترول، داخل محبسه نتيجة الإهمال الطبي، إذ كان يعاني من مشاكل في القلب. ويعد خالد، رابع حالة وفاة في السجون ومقار الاحتجاز الرسمية في مايو/أيار الحالي وحده، والرقم 19 منذ مطلع العام الحالي 2021.
خالد، كان متهماً في القضية رقم 260 لسنة 2021، حصر أمن دولة عليا، بالمشاركة مع آخرين في تأسيس وتولي قيادة جماعة إرهابية، والانضمام إلى جماعة إرهابية، في إعادة إحياء رابطة "أولتراس الأهلي"، على خلفية اشتراكه في تجمهر لتشجيع النادي الأهلي قبل سفره إلى بطولة كأس العالم للأندية في قطر، وإحياء ذكرى 74 قتيلاً من جمهور النادي الأهلي في ذكرى وفاتهم في استاد بورسعيد في الأول من فبراير/شباط 2012، بعد إغلاق بوابات الخروج على مشجعي فريقي الأهلي والمصري البورسعيدي، فيما عرفت بـ"مباراة الموت".
وما بين 4 و6 فبراير/شباط الماضي، قررت نيابة أمن الدولة، حبس عدد من الشباب على ذمة القضية 260 لسنة 2021 أمن دولة، وذلك بعد اتهامهم بالانضمام لجماعة إرهابية، هي "أولتراس أهلاوي"، والاشتراك في تجمهر مكون من أكثر من 5 أفراد، وذلك على خلفية تشجيعهم النادي الأهلي قبل سفره لبطولة كأس العالم للأندية في قطر، وإحياء ذكرى 74 ضحية من جمهور النادي الأهلي في ذكرى وفاتهم. وكان عدد من الشباب من جماهير النادي الأهلي رفعوا لافتة دونوا عليها عبارات تشجيعية لدعم النادي الأهلي قبل سفره لبطولة كأس العالم في قطر في 1 فبراير الماضي، ووقفوا فيها أمام مقر النادي أثناء خروج اللاعبين بعد انتهائهم من التمرين. ولإحياء ذكرى ضحايا جمهور النادي الأهلي قاموا بشراء قطعة قماش بطول 12 متراً، دوّنوا عليها عبارة "على العهد باقون"، ووقفوا على الأوتوستراد قاطعين الطرق في مقابل السيارات لمدة دقيقة. ومع انتشار فيديو الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، قام الأمن الوطني بتفريغ الكاميرات على الطريق وكذلك الفيديو المنشور، وتم التعرف على واحد منهم، والذي قام بالإرشاد عن الخمسة الباقين، وألقي القبض عليهم جميعاً.
عربياً، وعلى الرغم مما تواجهه روابط الأولتراس من قمع، لم تصمت رابطة "أولتراس الزمالك" (أولتراس وايت نايتس)، على ما يجري في القدس المحتلة. وأصدرت بياناً قوياً، قالت فيه "فلسطين يا غالية... طالما كانت راياتك خفاقة في كل مدارجنا، وطالما تغنّينا باسمك في كل أرض وطأتها أقدامنا، فليس بالغريب على من جعلوا فلسطين قضيتهم أن ينادوا بحرية كامل أراضيها، في كل وقت وفي كل زمان". وأضافت "لا جديد يُذكر في وصف حالة الصمت التام للمجتمع الدولي والعربي من قبلِه عما يمُر به أخوة العروبة في فلسطين، من قمعٍ من مُحتل جبان يستخدم سلاحه في مواجهة أطفال أبرياء، لا يملِكون سِوى إيمانهم بحتمية زوال دولةٍ صهيونية، وضَعت حجر أساسها على أنقاض أغصان الزيتون... نحن من موقعنا هذا، وبإيماننا التام بدورنا الهام نحو أرض العروبة ومهد الأديان، نُدين كل محاولات العدو الخسيس لإجلاء أصحاب الحق من أرضهم، ونوجه كامل الدعم لكافة الشعب الفلسطيني، داعين مولانا بأن ينفُخ فيهم من روح الصبر على البلاء حتى تعود كل الأراضي المسلوبة".
طالبت "أولتراس وايت نايتس" بسرعة الدعم لِما يمر به أشقاؤنا في حي الشيخ جراح
وطالبت مجموعة "أولتراس وايت نايتس" كل المسؤولين في المنظومة الرياضية، وكل أصحاب الكلمة، بـ"سرعة الدعم لِما يمر به أشقاؤنا في حي الشيخ جراح". كما طالبت مسؤولي قطبي الكرة المصرية من إدارات للأندية أو لاعبين، الأهلي والزمالك، بـ"التضامن في مباراة الديربي المقبلة. فلا يُعقل أن ننسى ذلك في إحدى أكبر المواجهات الكروية في الوطن العربي والشرق الأوسط، فلا خير في أمة تغاضت عن حقها وتناست قضاياها".