يجتمع القادة العرب، مساء اليوم الثلاثاء، في قمة تستضيفها الجزائر هي الأولى منذ ثلاث سنوات مع استمرار الانقسامات حول النزاعات الإقليمية، خصوصاً في سورية وليبيا، فضلاً عن تطبيع بعض الدول مع إسرائيل.
ووصل الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والتونسي قيس سعيّد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ونائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد اليوم الثلاثاء، إلى الجزائر، للمشاركة في القمة التي يتغيب عنها ستة من القادة العرب.
كما وصل الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى الجزائر للمشاركة كضيف شرف في مؤتمر القمة العربية على مستوى القادة، التي تبدأ عصر اليوم.
ومن المقرر أن يصل أيضاً وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ممثلاً للملك سلمان في مؤتمر القمة، بعدما تعذرت مشاركة ولي العهد محمد بن سلمان لأسباب صحية، بحسب ما ذكر القصر الملكي، كما يصل ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، بعدما قرر الملك عبد الله إنابته بالمشاركة في القمة، والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في أول زيارة له إلى الخارج بعد انتخابه رئيساً للعراق.
ووصل أمس إلى الجزائر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، والممثل الخاص لملك البحرين محمد بن مبارك آل خليفة، ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس جمهورية جزر القمر المتحدة عثماني غزالي، والذي كان أول الواصلين إلى الجزائر، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ونائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي أسعد بن طارق آل سعيد، بصفته الممثل الخاص للسلطان هيثم بن طارق آل سعيد.
كما وصل الليلة الماضية الرئيس الأذري إلهام علييف للمشاركة كضيف شرف في القمة بصفته رئيس حركة عدم الانحياز، ووصل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الذي كان في استقباله الرئيس عبد المجيد تبون، كما وصل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى الجزائر للمشاركة في القمة التي ستخصص بنداً في بيانها الختامي لدعم الصومال في الأزمة الإنسانية التي يمر بها في الفترة الأخيرة.
وعقدت جامعة الدول العربية التي تضم 22 دولة آخر قمة لها في مارس/آذار 2019 في تونس، قبل تفشي وباء كورونا. ومنذ ذلك الحين، قامت دول عدة أعضاء في المنظمة، التي وضعت تاريخيًا دعم القضية الفلسطينية وإدانة الاحتلال الإسرائيلي على رأس أولوياتها، بتطبيع لافت مع إسرائيل.
النزاعات الإقليمية مدرجة على جدول أعمال القمة
أفادت مصادر من الجامعة العربية، لوكالة "فرانس برس"، بأن وزراء الخارجية العرب حاولوا خلال عملهم على البيان الختامي (إعلان الجزائر)، إيجاد صيغة توافقية للتنديد بـ"التدخل" التركي والإيراني في الشؤون العربية، فقد طلب بعض الأعضاء ذكر أنقرة وطهران بالاسم بينما عارض آخرون ذلك.
ووضعت الجزائر هذه القمة الحادية والثلاثين للمنظمة العربية تحت شعار "لم الشمل" لكن عدة دول لن تكون ممثلة بقادة دولها.
وإن كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والوضع في سورية وليبيا واليمن مدرجة على جدول أعمال القمة، فسيتعين على القادة العرب والوفود المشاركة إيجاد مخارج دبلوماسية معقدة في صياغة الإعلان النهائي الذي يقر بالإجماع، لتجنب الإحراج والإساءة لأي دولة رئيسية في المنظمة.
هنية يدعو القمة العربية لإقرار "إعلان الجزائر" للم الشمل الفلسطيني
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، القادة والزعماء العرب إلى دعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته، وإقرار إعلان الجزائر للم الشمل الوطني الفلسطيني.
وفي رسالة وجهها إلى القمة العربية التي تنعقد اليوم في الجزائر، قال هنية: "لعله من حسن الاختيار أن تستأنف القمة العربية انعقادها - بعد ثلاثة أعوام من توقفها في ذكرى اندلاع حرب التحرير الجزائرية، التي توّجت ثورة المليون ونصف المليون شهيد، وانتهت بتحرير الجزائر- وفلسطين تلتهب تحت أقدام المحتلين، وتقدم الشهداء على الخُطى ذاتها في المقاومة من أجل التحرير، ونحن على يقين أن أمتنا معنا وإلى جانبنا قادة وشعوبًا".
ودعا هنية القادة المجتمعين إلى إقرار المبادرة الجزائرية الكريمة لتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني تحت عنوان "إعلان الجزائر للمّ الشمل الفلسطيني" واعتبارها جزءًا من مقررات القمة العربية.
وطالب باتخاذ قرارات وخطوات واضحة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وخاصة المسجد الأقصى المبارك، ودعم صمود أهلنا في مدينة القدس المحتلة، وكذلك وضع الآليات المباشرة لتنفيذ مقررات القمم العربية السابقة بإنهاء وكسر الحصار عن قطاع غزة.
رسالة بوتين للقادة العرب
أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة إلى قادة الدول العربية المشاركين في القمة، عبر فيها عن الرغبة في "تعزيز علاقات الشراكة بين روسيا الاتحادية والدول العربية"، مؤكداً أن موسكو "لا تزال مستعدة لأن تطور تطويراً كاملاً التعامل مع جامعة الدول العربية وكل أعضائها بهدف توطيد الأمن على المستويين الإقليمي والعالمي".
وشدد بوتين على أن "القضية الفلسطينية ينبغي تسويتها على أساس القانون الدولي المعترف به من قبل الجميع"، موضحاً أن "بلدان الشرق الاوسط وشمال أفريقيا التي يقرب عدد سكانها من نصف مليار نسمة تلعب دوراً أكثر أهمية"، في "تصحيح الوضع الدولي الراهن، حيث يشهد العالم تغيرات سياسية واقتصادية هامة".