أفادت مصادر أمنية كردية في إقليم كردستان العراق، اليوم الأحد، بسيطرة القوات التركية على موقعين رئيسيين لمسلحي حزب العمال الكردستاني، في قرية استراتيجية بمنطقة برواري بلا، الواقعة على الحدود العراقية التركية شمال محافظة دهوك، مؤكدة تراجع مسلحي الحزب بفعل عمليات نفّذتها قوات تركية خاصة، تسببت في خسائر في صفوف عناصر حزب العمال الكردستاني.
وتنفّذ القوات التركية، منذ 18 من إبريل/نيسان الماضي، عملية عسكرية، شارك فيها سلاح الجو ووحدات برية خاصة، في قرى ومناطق عراقية حدودية ضمن إقليم كردستان، تستهدف مواقع ومخابئ لمسلحي "الكردستاني"، أطلقت عليها اسم عملية "قفل المخلب"، وهي العملية الثالثة من نوعها في غضون عام واحد.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في حينها، إن العملية تهدف إلى "منع الهجمات الإرهابية على شعبنا وقوات أمننا من شمالي العراق، وضمان أمن حدودنا".
وبيّن أكار أنها تشمل مناطق متين والزاب وأفشين وباسيان، وهي بلدات ومناطق جبلية تقع شمال أربيل وشرقي دهوك، وتخضع منذ سنوات لسيطرة مسلحي "الكردستاني"، من دون أن تكون هناك أي سيطرة لحكومتي أربيل أو بغداد عليها، كما أن معظم أهلها نازحون بفعل عسكرة مسلحي الحزب للمنطقة.
واليوم الأحد، قال مسؤولون أمنيون في إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، لـ"العربي الجديد"، إن القوات التركية البرية سيطرت على مواقع متقدمة تابعة لعناصر حزب العمال الكردستاني ضمن قرية (هلوه نصارى) التي تخضع لسيطرته منذ سنوات.
وقال مسؤول في قوات البشمركة لـ"العربي الجديد"، إن القوات التركية سيطرت على موقعين على الأقل ومرتفعات جبلية في القرية الواقعة ضمن منطقة برواري بالا (60 كيلومترا شمال محافظة دهوك)، وعلى الحدود مع الأراضي التركية، كاشفا عن تراجع كبير لمسلحي حزب العمال، بسبب تكبده خسائر متواصلة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، بعمليات للقوات التركية الخاصة وسلاح الجو التركي.
وتعتبر قرية هلوه نصارى إحدى القرى ذات الغالبية المسيحية التي هجرها سكانها بعد سيطرة مسلحي حزب العمال الكردستاني عليها، إلى جانب 30 قرية أخرى مجاورة لها ضمن المنطقة ذاتها.
هذا ثاني تقدم من نوعه على الأرض الذي تحرزه القوات التركية خلال أسبوعين
وهذا ثاني تقدّم من نوعه على الأرض الذي تحرزه القوات التركية خلال أسبوعين، حيث تشير تقارير محلية إلى تنفيذ وحدات تركية عمليات إنزال بالمروحيات استهدفت مواقع ومخازن سلاح لعناصر حزب العمال، قرب جبل متين الاستراتيجي، وسيطرت عليها بشكل كامل.
وتسعى أنقرة إلى الحد من الاعتداءات المتكررة التي ينفّذها عناصر حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي التركية انطلاقا من القرى والبلدات الحدودية العراقية التي ينشط فيها الحزب.
تضييق ممرات تنقل مسلحي حزب العمال
وحول أهمية الحدث، قال الباحث الكردي في إقليم كردستان العراق، محمد الجاف، لـ"العربي الجديد"، إن سيطرة القوات التركية على مرتفعات جبلية في منطقة "برواري بالا"، سوف "يضمن لها السيطرة على مناطق أخرى في بلدات كاني ماسي والزاب، ويعزز من عمليات تضييق ممرات تنقّل مسلحي حزب العمال".
وأضاف الجاف أن "تراجع المساحة التي يسيطر عليها حزب العمال قد تدفعه إلى البحث عن التمدد إلى مناطق أخرى في الإقليم، وهو ما تحاول قوات البشمركة التابعة لحكومة الإقليم منعه"، معتبرا أن انكشاف مواقع حزب العمال في المناطق الحدودية قد تدفعه في النهاية للعودة إلى التحصن مجددا في منطقة جبال قنديل الحدودية بين إيران والعراق وتركيا، كما كان الحال عليه قبل عام 2003".
واليوم الأحد، أعلنت الاستخبارات التركية عن تحييد قيادي في حزب العمال الكردستاني بعملية في العراق.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر أمنية قولها إن الاستخبارات التركية تتبّعت القيادي عزالدين إنان، الملقب حركياً بـ"درسيم ملاطية"، في منطقة دهوك-غارا شمالي العراق.
وأضافت أن الاستخبارات التركية نفذت عملية أمنية خلال اجتماع "إنان" مع مجموعة من إرهابيي التنظيم في المنطقة، وتمكنت من تحييده مع عدد آخر.
وتستخدم السلطات التركية عبارة "تحييد"، في الإشارة إلى قتل أو اعتقال المطلوبين الأمنيين لديها.