قتل مدنيان وأصيب آخرون، اليوم الجمعة، جراء غارات جوية روسية على ريفي إدلب الشمالي والجنوبي، فيما دفعت روسيا بمزيد من التعزيزات إلى منطقة تدمر في البادية السورية تحضيرا لبدء عميلة عسكرية ضد تنظيم "داعش".
واستهدفت غارة جوية روسية مدجنة لتربية الطيور على أطراف بلدة كفردريان الحدودية مع تركيا شمالي إدلب، ما أسفر عن مقتل مدنيين وإصابة آخرين، ولا تزال فرق الإنقاذ تحاول استخراج الضحايا من تحت الأنقاض.
وكانت الغارات الروسية استهدفت قبل ذلك أطراف بلدتي كنصفرة والبارة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، تزامنًا مع تحليق عدة طائرات روسية في أجواء المنطقة.
وصعّدت روسيا هجماتها على مدن وبلدات شمال غربي سورية بعد انتهاء الجولة الأخيرة من مفاوضات أستانة الأسبوع الماضي.
وكانت الطائرات الروسية شنت، أمس الخميس، غارات جوية عدة استهدفت منطقة جبل الشيخ بركات في مدينة دارة عزة غربي حلب، ومدجنة على أطراف قرية كفردريان شمالي إدلب.
تعزيزات روسية إلى البادية
من جهة أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 8 مروحيات روسية وصلت إلى مطار تدمر العسكري قادمة من قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية، في حين خرجت، صباح اليوم الجمعة، تعزيزات عسكرية مشتركة من "الفيلق الخامس" و"لواء القدس" من دير الزور، بأوامر روسية، باتجاه منطقة تدمر بريف حمص الشرقي، حيث ضمت مئات الجنود وعربات مدرعة ودبابات.
وأضاف المرصد أن القوات الروسية تنوي نشر نقاط عسكرية جديدة للتشكيلات العسكرية الموالية لها من هذين التشكيلين في مدينة تدمر وباديتها، على حساب المليشيات الموالية لإيران والمنتشرة بأعداد كبيرة في المنطقة. كما تنوي القوات الروسية البدء بحملة عسكرية واسعة بإشراف مباشر من ضباط روس فقط للبحث عن عناصر تنظيم "داعش" المتوارين في بادية تدمر، والذين تصاعد نشاطهم في عموم البادية السورية في الآونة الأخيرة.
وكانت وصلت، قبل يومين، تعزيزات عسكرية من "الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام إلى مدينة تدمر ومحيطها، شرقي حمص، بعد ورود معلومات عن نية "داعش" الهجوم على المدينة والحواجز المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام والمليشيات الإيرانية في محيط المدينة، بالتزامن مع الاحتفال بنهاية رأس السنة الميلادية.
قوات النظام تقصف عدة مناطق في جبل الزاوية جنوب إدلب
وقال ناشطون إن الفتى يعمل مع عائلته في رعي الأغنام، وإن قوات النظام أطلقت النار عليه عند اقترابه من الأراضي التابعة لقرية القاهرة المكشوفة لقوات النظام.
وفي المقابل، قتل عنصر من قوات النظام قنصًا على يد عناصر "هيئة تحرير الشام" على محور "الفوج 46" غرب حلب، فيما قضى طفل وأصيب اثنان آخران جراء انفجار قنبلة فوسفورية كانوا يلعبون بها من مخلفات قصف سابق، في قرية الزعفرانة بريف حمص الشمالي.
قتيل من "قسد" إثر انفجار عبوة ناسفة شمال دير الزور
وفي شرق البلاد، قتل عنصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وأصيب آخر بجروح، أمس الخميس، نتيجة انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتهما في بلدة العزبة شمالي دير الزور.
ونشرت وكالة "أعماق" المقربة من تنظيم "داعش" بياناً قالت فيه إن عناصر التنظيم استهدفوا بعبوة ناسفة سيارة رباعية الدفع لقوات "قسد" على الطريق العام في بلدة العزبة، بريف دير الزور الشمالي، ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة آخرين، فيما أكد مصدر عسكري من "قسد"، لوسائل إعلام كردية، أن الهجوم أسفر عن مقتل عنصر واحد وإصابة آخر بجروح خطيرة، نقل على أثرها إلى مشافي الرقة للعلاج.
الجيش الوطني السوري ينفي احتجاز مواطنين إيرانيين
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قال، أمس الخميس، لوكالة "فارس" الإيرانية، إنهم يتابعون "قضية الرعايا الإيرانيين التسعة المفقودين في تركيا بجدية من خلال السفارتين الإيرانيتين في تركيا وسورية".
وبحسب الوكالة، فإن الإيرانيين التسعة كانوا في تركيا بهدف الحصول على اللجوء، وبعد اعتقالهم من قبل السلطات التركية، جرى تسليمهم إلى ما أسمته "الجماعات الإرهابية" في سورية، بعد أن عرّفوا عن أنفسهم بأنهم أكراد سوريون.
وفي 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، ذكر موقع "إيران واير" أن طالبي اللجوء الإيرانيين قدموا أنفسهم للشرطة التركية بصفتهم سوريون خوفًا من إعادتهم إلى بلدهم الأصلي إيران، وعليه، جرى ترحيلهم إلى سورية بعد أربعة أيام مع 57 آخرين قدموا في الأصل من المنطقة الكردية العراقية.
وتحدث بعض أفراد عائلة المجموعة إلى الموقع قائلين إن أقاربهم موجودون حاليًا في أيدي فصائل الجيش الوطني السوري، مناشدين السلطات الإيرانية العمل على استرجاعهم. وقالوا إن الفقر والبطالة، والرغبة في بناء حياة أفضل، أجبرتهم على محاولة الفرار إلى أوروبا.
ويسيطر "الجيش الوطني" على ريف حلب، إضافة إلى مدينتي رأس العين شمال غربي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة، فيما تسيطر فصائل معارضة أخرى على أجزاء من محافظات إدلب وحماة واللاذقية.